أظهر تقرير الفقر البديل لعام 2025، الصادر اليوم الاثنين عن منظمة "لاتيت"، صورة قاتمة للتداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحرب على غزة خلال العامين الماضيين، بعدما سجّل المجتمع الإسرائيلي ارتفاعًا متواصلاً في عدد العائلات التي تدهور وضعها المعيشي وفق جميع المؤشرات.
ويأتي هذا التدهور قبل بدء التقليصات الواسعة التي تعتزم الحكومة فرضها في ميزانية عام 2026، ما ينذر بأزمة اجتماعية أكثر عمقًا.
الحرب وارتفاع أسعار السلع والخدمات تسببا بإنفاق إضافي سنوي
وبحسب التقرير، فإن الحرب وارتفاع أسعار السلع والخدمات تسببا بإنفاق إضافي سنوي يُقدَّر بنحو 3500 شيكل للفرد وقرابة 9 آلاف شيكل للعائلة.
كما ارتفعت تكلفة المعيشة الشهرية إلى 5589 شيكل للفرد و14,139 شيكل للعائلة، في زيادة بلغت 28.9% للفرد و27.5% للعائلة مقارنة بالعام السابق.
حالة طوارئ اجتماعية
واعتبرت "لاتيت" أن هذه المؤشرات تشكل "حالة طوارئ اجتماعية" تتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا لتعزيز المناعة القومية.
وأظهر التقرير أن 24.3% من الأسر التي تتلقى مساعدات غذائية من المنظمة بدأت تعتمد على هذه المساعدات منذ اندلاع الحرب.
أما على المستوى النفسي، فقد وصف 61.9% من متلقي المساعدات حالتهم بأنها “غير جيدة”، مقابل 22.1% بين عموم السكان، فيما قال 42.4% من متلقي المساعدات و45.9% من المسنين إن وضعهم النفسي تفاقم خلال الفترة ذاتها.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
59.6% من الأسر المتلقية للمساعدات أن أوضاعها المعيشية ساءت خلال العام الماضي
اقتصاديًا، أكد 59.6% من الأسر المتلقية للمساعدات أن أوضاعها المعيشية ساءت خلال العام الماضي، مقارنة بـ36.5% بين عموم الإسرائيليين.
وكشف التقرير أن 41% من هذه الأسر اضطر أحد أبنائها للخروج إلى سوق العمل للمساهمة في دخل العائلة، وهي نسبة تفوق بكثير المعدل العام البالغ 17.2%.
ورغم أن 83.2% من العائلات المعوزة تضم معيلًا واحدًا على الأقل، إلا أن دخلها ما زال غير كافٍ لتجاوز خط الفقر.
كما أشار 54.8% من متلقي المساعدات إلى تدهور أوضاعهم المهنية منذ بداية الحرب، مقابل 26.2% فقط بين عموم السكان.
وأفاد 91.1% من المسنين المتلقين للمساعدات بأنهم عاجزون عن تغطية تكاليف الرعاية المنزلية التي يحتاجون إليها.
إسرائيل تقف على أعتاب سنتين من الحرب الاقتصادية – الاجتماعية
وحذّر مدير عام لاتيت، عيران فاينتروب، من أن إسرائيل تقف على أعتاب سنتين من الحرب الاقتصادية – الاجتماعية، في ظل تكاليف الأمن وإعادة الإعمار وغلاء المعيشة والتقليصات الحكومية المرتقبة.
وأضاف أن نتائج التقرير تمثّل تحذيرًا من تسونامي اجتماعي، يتطلب خطة حكومية شاملة، تشمل إقامة سلطة وطنية لمكافحة الفقر ووضع أهداف قابلة للقياس، منعًا لاتساع الفجوات واستمرار إنتاج أجيال جديدة من الفقراء، وما يرافق ذلك من تهديد لتماسك المجتمع وقدرته على التعافي.
اقرأ أيضا
إطلاق نار وغارات إسرائيلية في رفح وخان يونس..وحماس تتطرق لحل أزمة السلاح