أكد الدكتور آصف ملحم الباحث والخبير في الشؤون الروسية، أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية لمدة خمسين يوماً واقتصار المدة على عشرة أيام فقط، يحمل دلالة واضحة على أن ترامب مستعد لفرض هذه الرسوم الجمركية.
وتابع: "لكنها في الوقت نفسه قد تكون هذه مناورة سياسية وليست قراراً نهائياً".
وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، عبر إذاعة الشمس، أن اللجوء لهذا الإجراء يأتي بالتزامن مع زيارة وفد أمريكي للصين، ويهدف للضغط على بكين، خاصة أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر لروسيا وتشتري نصف النفط الروسي الذي يمثل حوالي 30% من عائدات الميزانية الروسية.
وأوضح ملحم أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والولايات المتحدة "ضئيل جداً ولا يتجاوز 3.5 مليار دولار سنوياً"، ما يجعل الضغوط موجهة فعلياً نحو الصين.
تأثير العقوبات على روسيا
وأكد أن "أي إجراءات غربية أو عقوبات تؤثر بالفعل على الاقتصاد الروسي، لكن آثارها عادة تكون قصيرة المدى"، مستشهداً بتراجع سوق الأسهم الروسية وخسارتها 1.4 مليار دولار خلال ساعة على خلفية إعلان ترامب، إلى جانب انخفاض سعر الروبل وتراجع أسهم كبرى الشركات.
وحذر ملحم من أن استمرار التصعيد العسكري في أوكرانيا يفاقم الأعباء الاقتصادية على موسكو، حيث دفع الاقتصاد الروسي بثقله نحو الإنتاج العسكري، قائلاً: "كل الشركات الصناعية تقريباً مرتبطة بالإنتاج العسكري وتعمل ثلاث ورديات يومياً".
تحذيرات من حرب نووية
ويرى "ملحم" أن العقوبات وحدها لن تدمر الاقتصاد الروسي، التي وصفها بأنه رابع أقوى اقتصاد عالمياً، موضحاً أن روسيا قادرة على التأقلم لكنها تحتاج بعض الوقت.
واختتم محذراً بأن تحول النزاع الأوكراني إلى حرب معلنة بين روسيا والناتو ينذر بكارثة عالمية وربما بحرب نووية لا تُحمد عقباها.