كشف الصحفي الغزي عماد أبو شاويش، عن تفاصيل معاناة سكان القطاع مع آليات توزيع المساعدات الإنسانية، بعد مرور 664 يوما من الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة.
وفي حديثه لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، انتقد أبو شاويش آليات توزيع المساعدات، وتحويلها إلى "مصائد موت" بدل أن تكون منقذة للأرواح.
وقال:
"كما تتهيأ الأحياء عندما يزور المحافظ في الدول العربية ويتم طلاء الجدران ووضع بعض الورد لينتهي المشهد فور مغادرته، يجري أمر مشابه في غزة أمام الإعلام، والواقع أن المستهدفين من المساعدات هم فئة محددة، بينما يعيش الباقون في الإهمال والضياع".
وأشار إلى أن "مواقع المساعدات الأمريكية" أضحت مصيدة أو مسرح موت للمدنيين، إذ يجري اختيار فئة لتسلم المساعدات "أحيانا مع الورود، وغالبا مع الرصاص والمجازر".
يروي أبو شاويش: "أقسم بالله أنه منذ أربعة أشهر لم يدخل بيتي شيء من المساعدات، لا كرتونة ولا حتى أصبع حلاوة صغير أو حليب لأطفالي. أضطر لشراء الحليب من قطاع الطرق، لأن الجيش يجبر سائقي الشاحنات على السير بخطوط مرسومة ويسرّب معلوماتهم للعصابات المنظمة".
ويضيف: "الجيش يصنع الحرامية، وأصبح كل من حول المساعدات مسلحا، ومن يُطلق النار على الناس لا يجد من يوقفه أو يحاسب عليه. من المروع أن تبقى طائرة المساعدات في السماء، وتتهافت فوقها الناس للجوع في مشهد مهين، بينما تراقب الطائرات دون تدخل".
يتابع الصحفي الغزي: "ما يحدث عند نقاط توزيع المساعدات تحوّل إلى نظام همجي؛ المسلحون يطلقون النار، والناس تنتزع المساعدات من أيدي بعضها، في حين تدخل إسرائيل المساعدات، وتترك الفوضى لتخنق الناس بالجوع والذل. ثمن المواد بلغ أضعاف السعر، دفعت 150 شيكل لحليب أطفالي بدلاً من 6 شيكل، وسعر البنكيت بندورة وصل 400 شيكل وغالبية السكان لا تملك شيئاً".
وشدد أبو شاويش على أن "المساعدات يجب أن تدخل حصراً إلى وكالة الأونروا أو جهة آمنة، وعلى الطائرات أن تتوقف عن هذا الأسلوب المذل في التوزيع... الناس في غزة ليست قطعاناً تُرمى لها الإعانات، ولا أحد مستعد بعد كل الذي مر بنا أن يمس بكرامته من أجل حفنة مساعدات يوزعها مسلحون أو عصابات".
كما أكد أن 95% من سكان قطاع غزة يعيشون ظروفاً أصعب منه، مشددا "لن أركض خلف المساعدات الأمريكية أو أنضم إلى قطاع الطرق حتى لو بقيت بلا طعام".
ووصف حجم الفوضى بـ"المتوحش" وحمّل الجيش الإسرائيلي، مسؤولية الفوضى وخلق العصابات، مطالباً المجتمع الدولي بتدخل حقيقي يضمن الكرامة والعدالة في وصول المساعدات للمدنيين.