حماس تحذر: خطة إسرائيل للسيطرة على غزة جريمة لن تمر دون رد

حذّرت حركة حماس، اليوم الجمعة، من أن إقرار الحكومة الإسرائيلية خطة للسيطرة على مدينة غزة وتهجير سكانها يشكّل "مغامرة إجرامية ستكلفها أثماناً باهظة"، مؤكدة أن "شعبنا ومقاومته عصيان على الانكسار أو الاستسلام"، وأن هذه الخطط "ستبوء بالفشل الذريع".

وفي بيان رسمي، اعتبرت الحركة أن ما أقره المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يمثل "جريمة حرب جديدة تُخطط الحكومة الإسرائيلية الفاشي لتنفيذها"، ضمن سياسة ممنهجة من "الإبادة والتهجير القسري والممارسات الوحشية التي ترقى إلى التطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني".

تنديد فلسطيني واسع بالخطة الأمنية

وأضافت حماس أن "تلاعُب إسرائيل بالألفاظ واستبداله مصطلح السيطرة بمصطلحات أخرى لا يغيّر من حقيقة الجريمة"، معتبرة أن ذلك يُعد "اعترافاً ضمنياً بانتهاك اتفاقيات جنيف وتهديداً مباشراً لحياة نحو مليون فلسطيني في المدينة".

وأشارت إلى أن قرار السيطرة على غزة يكشف "استهتار حكومة نتنياهو بحياة الأسرى الإسرائيليين"، مؤكدة أن توسيع العمليات العسكرية "يعني التضحية بهم لتحقيق أوهام سياسية فاشلة"، وهو ما يفسّر انسحاب إسرائيل المفاجئ من جولة التفاوض الأخيرة التي كانت على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

فصائل المقاومة: غزة لن تُدار من الخارج

من جانبها، شددت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة في غزة "لن تمر دون ردّ قاسٍ"، مؤكدة أن "غزة لن تُدار من تل أبيب ولا من أي عاصمة أجنبية"، وأن "الأسرى لن يُفرج عنهم إلا عبر مفاوضات وبأثمان باهظة".

وأضافت الفصائل أن تصريحات نتنياهو الأخيرة "تعكس حالة عجز سياسي وميداني عميقة"، بعد عامين من الفشل في كسر إرادة الفلسطينيين رغم ارتكاب أبشع المجازر بحقهم.

دعوات دولية وتحميل واشنطن المسؤولية

حمّلت حماس الإدارة الأميركية "المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة"، بسبب "منحها الغطاء السياسي والدعم العسكري المباشر"، مطالبة الأمم المتحدة ومحكمتي العدل والجنائية الدوليتين بـ"تحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف هذا المخطط ومحاسبة المسؤولين عنه".

ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام

تفاصيل الخطة الإسرائيلية

وكان الكابينت الإسرائيلي قد وافق، ليل الخميس-الجمعة، على خطة أمنية قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتضمن خمسة بنود رئيسية:

نزع سلاح حركة حماس

إعادة جميع الأسرى، أحياء وأمواتاً

نزع سلاح قطاع غزة بالكامل

فرض سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع

إقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لحماس أو للسلطة الفلسطينية

وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن "أغلبية ساحقة من الوزراء اعتبرت أن الخطة البديلة لن تحقق الأهداف المرجوة".

وفي ظل هذه التطورات، حذّرت الفصائل من أن تنفيذ الخطة سيُدخل المنطقة في "مرحلة جديدة أكثر إيلاماً"، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري.

وقالت حماس في بيانها: "لن نألو جهداً في اتخاذ كل الخطوات التي تمهّد الطريق للتوصل إلى اتفاق شامل، يحقق وقف الحرب وانسحاب القوات".

طالع أيضًا:

حماس تتهم نتنياهو بالسعي إلى تصعيد العمليات في غزة: "نهج الإبادة والتهجير مستمر"