تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في بلدة المغير شمال شرق رام الله لليوم الثالث على التوالي، حيث اقتحمت عشرات المنازل وقامت بتفتيشها بشكل عشوائي، ما أدى إلى خلع الأبواب وتكسير الممتلكات ومصادرة عدد من السيارات. هذه الممارسات أثارت حالة من الذعر بين السكان، وسط غياب أي مبررات قانونية واضحة.
واعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، أن الانتهاكات الإسرائيلية على بلدة المغير شرق رام الله وسط الضفة الغربية لليوم الثالث، امتداد لسياسة ممنهجة تهدف إلى التهجير القسري والتطهير العرقي.
تنفيذ مخطط التهجير القسري والتطهير العرقي
وقال فتوح في بيان إن "ما تتعرض له المغير والقرى والبلدات الفلسطينية من حصار واقتحامات وتنكيل وتدمير للمنازل والممتلكات، هو امتداد لسياسة ممنهجة من قبل إسرائيل تهدف إلى التهجير القسري والتطهير العرقي وتنفيذ مخطط الضم الاستيطاني (إي 1)".
وأضاف أن إرهاب الجيش والمستوطنين والتدمير في المغير، ليس بمعزل عما يجري في قطاع غزة من مجازر وحصار وتجويع وقتل جماعي، بل يأتي في سياق واحد يستهدف الوجود والجذور الفلسطينية على أرض فلسطين التاريخية.
فتح: الحصار في المغير إمعان لسياسة العقاب الجماعي
فيما أكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح ماهر النمورة، أن الحصار الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على بلدة المغير شمال شرق رام الله يعتبر إمعانًا في سياسة العقاب الجماعي الرامية إلى تطبيق مخططي الضم والتهجير.
وأضاف النمورة في بيان، اليوم السبت، أن الحركة لن تحيد عن دورها الطليعي والتاريخي في دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، مؤكدةً أن ما تتعرض له بلدة (المغيّر) من حصار مُطبق، وتجريف لأراضيها، واقتلاع لأشجارها، وتنكيل بسكّانها، واعتقالات وانتهاكات من قبل الجيش الإسرائيلي وعصابات المستوطنين ضمن حرب الإبادة الإسرائيليّة الشاملة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 لن تُفضي إلى تحقيق مآرب إسرائيل في التهجير والطرد.
ودعا النمورة المجتمع الدولي والمنظّمات الحقوقيّة، إلى اتخاذ موقف حاسم يلجم السلطات الإسرائيلية ويكبح إرهابها وإجرامها، ويوقف وقفًا فوريًا حرب الإبادة الشاملة على الشعب الفلسطيني، ويؤسّس لحلّ سياسيّ شامل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
مصادرة أراضٍ وتجريف ممنهج في محيط البلدة
أفاد مجلس قرية المغير أن السلطات الإسرائيلية أعلنت مصادرة 267 دونمًا من أراضي البلدة، بالتزامن مع استمرار عمليات التجريف في مناطق جبل قلصون ومرج الذهب ومنطقة الحجار وسهل الرفيد.
وقد تم اقتلاع آلاف الأشجار المثمرة، ما يُعد ضربة قاسية للزراعة المحلية ومصدر رزق العديد من العائلات.
اعتداءات المستوطنين تمتد إلى الخليل وأريحا
في وقت متزامن، نفذ مستوطنون اعتداءات في مناطق متفرقة من الخليل وأريحا، من بينها إطلاق مواشيهم لرعي أشجار المواطنين في تجمع شعب البطم بمسافر يطا، وتحويلها قرب المنازل، وهذه الاعتداءات جرت تحت حماية القوات الإسرائيلية، ما أثار استياء واسعًا في الأوساط الحقوقية.
محاولات توسعية لإقامة بؤر استيطانية جديدة
منذ يوليو الماضي، حاول المستوطنون إقامة 15 بؤرة استيطانية جديدة، توزعت على عدة مناطق: خمس في الخليل، وبؤرتان في كل من سلفيت، بيت لحم، رام الله، وأريحا، إضافة إلى بؤرتين في طوباس وجنين، وهذه المحاولات تعكس تصعيدًا في النشاط الاستيطاني، وسط تجاهل للقرارات الدولية الرافضة لهذه الممارسات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تقارير حقوقية ترصد تصاعد الاعتداءات
أظهر التقرير الشهري لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن القوات الإسرائيلية ارتكبت 1355 هجوم خلال شهر يوليو فقط، فيما نفذ المستوطنون 466 هجوم ضد الفلسطينيين وأراضيهم. كما رصد معهد "أريج" 1444 هجوم للمستوطنين خلال النصف الأول من العام الجاري، ما يعكس حجم التصعيد الممنهج.
اعتقالات في جنين وطولكرم ضمن حملة يومية
فجر السبت، اعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين في مدينتي جنين وطولكرم، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها واحتجاز أفراد من العائلات بهدف الضغط عليهم لتسليم أنفسهم.
وهذه الاعتقالات تأتي ضمن سلسلة يومية من المداهمات التي تطال مختلف مناطق الضفة الغربية، وتُنفذ غالبًا دون أوامر قضائية واضحة.
طالع أيضًا:
تطورات الضفة الغربية| تصعيد ميداني وهدم ممنهج وسط تجاهل لمبادرات التهدئة
