شارك آلاف المتظاهرين، مساء السبت، في مظاهرة ضخمة في ميدان هبيما بتل أبيب، بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وبمشاركة العديد من القوى التقدمية اليهودية المنضوية تحت ائتلاف "شراكة السلام".
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، الذي قال:
"المشاركة الكبيرة في هذه الوقفة الاحتجاجية تؤكد أن شعبنا حي ومصمم على مواجهة الجرائم التي تُرتكب بحق غزة، رغم كل العوائق التي فرضتها الشرطة والمؤسسات الأمنية التي حاولت تقليل حجم المشاركة من خلال إلغاء التراخيص وخلق أوهام التهديد".
وصف بركة مشاركة الرجال والنساء، وأيضاً الأطفال في الوقفة بأنها شهادة شرف، تعبر عن رفض شعبي حقيقي لإبادة شعبنا في غزة.
وأكد أن الوقفة كانت رسالة واضحة بأن الفلسطيني لن يكون وحيداً في مواجهة هذه الجرائم، مشيراً إلى تصاعد التهديدات بعسكرة التصعيد في مدينة غزة، حيث وصف ما يجري بأنه عدوان مباشر وجريمة ضد الإنسانية.
وذكر بركة أن تقرير الأمم المتحدة الأخير يؤكد أن 83% من الضحايا في غزة هم من المدنيين، وأن 92% من سكان القطاع اضطروا إلى الهجرة من بيوتهم مرة واحدة على الأقل، مع وجود أطفال وصل عددهم إلى 20 ألفاً قُتلوا في هذا العدوان.
ووصف المشهد بأنه مأساوي ومرعب، مع صور العظام البارزة من جلد الأطفال والشيوخ على الشاشات، مجدداً التأكيد على أن غزة ليست فقط في حالة جوع، بل في حالة تجويع ممنهج كجزء من الحرب والإبادة.
وأشار إلى أن المظاهرات التي جرت في مناطق مثل سخنين وأبو السعيد ترافقت مع رسائل سياسية تهدف إلى مواجهة الصمت المطبق في المجتمع الإسرائيلي تجاه ما يحدث في غزة.
وقال إن الإعلام الإسرائيلي غير قادر أو غير مسموح له بنقل حقيقة الأوضاع في القطاع، مما يزيد من أهمية الاحتجاجات كهذه التي تكشف الواقع وتضع مرآة أمام المجتمع الإسرائيلي.
وأضاف بركة أن الهدف من التظاهر هو ألا نسمح بالصمت المخيف تجاه ما يحصل، وخاصة لأن هناك أكثر من مليوني فلسطيني داخل إسرائيل وقطاع غزة مجتمعة، يجب أن يقفوا إلى جانب شعبهم ولو بالكلمة أو الوقفة أو الإضراب، مشدداً على أن الأجيال القادمة ستسأل عن مواقفنا بشأن هذه المأساة.
وأشار بركة إلى صعوبة توفير المساعدات بسبب الحصار، لكنه أكد أن المجتمع العربي في الداخل يؤدي واجبه عبر تقديم الدعم بأشكال مختلفة رغم الإمكانيات المحدودة.
طالع أيضًا