أعرب د. شرف حسان، رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، عن قلقه من تزايد جرائم العنف والسلوكيات الخطرة التي باتت تؤثر بشكل يومي على المجتمع العربي.
وأكد حسان، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن هذه الظواهر تعكس واقعًا اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا معقدًا، وغياب إصرار حقيقي على مواجهتها.
وأوضح أن هناك مبادرات سابقة لطرح ملف العنف في المدارس والعمل على بناء خطط شمولية لمعالجته، لكنها لم تحظَ بالتبنّي الكامل من وزارة التربية والتعليم.
"ضعف السلطات المحلية" يزيد تعقيد الوضع في المدارس
وأضاف أن ضعف السلطات المحلية العربية وانعكاس ذلك على المدارس يزيد من تعقيد الوضع، إذ التعليم مرتبط ببنية المجتمع والسلطات المحلية وليس قضية منفصلة.
وأشار إلى أن بعض المناطق، خصوصًا في النقب والقرى غير المعترف بها، تعاني من تحديات خطيرة مستمرة منذ إقامة الدولة، أبرزها الاعتماد على وسائل نقل غير كافية للطلاب مما يساهم في ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس.
تسرب الطلاب من المدارس يصل لنحو 50%
وشدد على أن هذه الظاهرة تزداد خطورتها لأن العديد من الطلاب يتغيبون بشكل غير رسمي، حيث يصل أحيانًا إلى 30-50% من الحضور فيما لا يشاركون في العملية التعليمية بشكل فعّال.
وأكد د. حسان أن من أكبر التحديات هو كيفية دمج هؤلاء الطلاب في النظام التربوي وبناء شعور الانتماء لهم، مشيرًا إلى أن المدرسة تواجه مهمة صعبة في بناء علاقة حقيقية مع هذه الأجيال وتعزيز انخراطهم في التعليم.
حسان يحذر من غياب الاهتمام بقضايا الهوية في المدارس العربية
وعن جدول وزارة التربية والتعليم لتعزيز المواد العلمية والتكنولوجية وتطبيق الذكاء الاصطناعي في المدارس، ذكر د. حسان أن هناك فجوات كبيرة بين المدارس العربية بعضها جاهز وبعضها الآخر يفتقر إلى البنى التحتية والتقنيات اللازمة، لا سيما في المجتمعات الأقل حظًا، مؤكدًا الدور الهام للهيئات القطرية والسلطات المحلية في دعم هذه الفئات.
وحذر من تركيز الوزارة على الجوانب الاقتصادية والتنافسية فقط على حساب بناء الإنسان والقيم، حيث لاحظ غياب الاهتمام بقضايا الهوية والانتماء والتضامن المجتمعي في توجهات التعليم، ما ينعكس سلبًا على الطلاب وخاصة المهمشين.