لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم في كارثة طبيعية مروعة ضربت قرية ترسين الواقعة شرق جبل مرة في إقليم دارفور غرب السودان، وفق ما أعلنت حركة تحرير السودان في بيان رسمي صدر ليل الإثنين–الثلاثاء. الانزلاق الأرضي، الذي وصف بأنه "مدمر وكبير"، أدى إلى دمار كامل للقرية، ولم ينجُ من سكانها سوى شخص واحد فقط.
الأمطار الغزيرة تسبق الكارثة
وبحسب البيان، فإن الحادثة وقعت يوم الأحد نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس الماضي، ما تسبب بانهيارات أرضية واسعة النطاق.
وأكدت الحركة أن القرية "سُويت بالأرض تمامًا"، مشيرة إلى أن جميع سكانها، الذين يُقدر عددهم بأكثر من ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال، لقوا حتفهم تحت الأنقاض.
جهود الإنقاذ تواجه تحديات هائلة
حتى اللحظة، لم تُعلن السلطات الرسمية السودانية عن تفاصيل إضافية، فيما ناشدت حركة تحرير السودان الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية للتدخل العاجل والمساعدة في انتشال جثامين الضحايا، وأكدت أن فرق الإنقاذ المحلية تواجه صعوبات كبيرة بسبب نقص المعدات، وصعوبة الوصول إلى المنطقة المنكوبة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
مأساة إنسانية غير مسبوقة
تُعد هذه الكارثة واحدة من أكثر الحوادث الطبيعية دموية في تاريخ السودان الحديث، وتسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية في المناطق الجبلية النائية، وغياب أنظمة الإنذار المبكر التي كان من الممكن أن تقلل من حجم الخسائر البشرية.
وفي تعليق على الحادث، قال الباحث في شؤون الكوارث الطبيعية، د. عبد الرحمن الطيب: "ما حدث في ترسين ليس مجرد انزلاق أرضي، بل مأساة إنسانية بكل المقاييس. يجب أن يكون هذا الحدث دافعًا لتطوير أنظمة الرصد والاستجابة في المناطق المعرضة للخطر".
نداء عاجل للضمير الإنساني
بينما لا تزال فرق الإنقاذ تحاول الوصول إلى القرية المنكوبة، يبقى مصير الضحايا تحت الأنقاض شاهدًا على حجم الكارثة، وتنتظر دارفور استجابة دولية عاجلة، ليس فقط لانتشال الجثامين، بل لتقديم الدعم النفسي والمادي للناجين والمجتمعات المجاورة التي تعيش تحت تهديد مستمر من الكوارث الطبيعية.
طالع أيضًا:
مستشفيات السودان في خطر.. نفاد الأوكسجين يهدد حياة آلاف المرضى