دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ698 دون توقف، وسط استمرار المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين، بما في ذلك النازحين والأطفال والنساء وكبار السن والصحافيين وطالبي المساعدات.
تعرضت منطقة المواصي في خان يونس لقصف جوي إسرائيلي، حيث استهدف طيران الجيش الإسرائيلي محيط مدارس فتوح ومزارع فتوح بصاروخين، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
غارة على مدينة غزة
وفي مدينة غزة، شن الطيران الإسرائيلي غارة على منتصف شارع المغربي في حي الصبرة جنوبي المدينة، وأدى القصف إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة.
وأكدت الطواقم الميدانية استمرار وصول المصابين إلى المستشفيات جراء الغارات المتواصلة على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
أعلن الدفاع المدني، صباح الأربعاء، عن سقوط 3 ضحايا وأكثر من 50 إصابة نتيجة إطلاق الجيش الإسرائيلي النار صوب المدنيين المنتظرين لتلقي المساعدات قرب منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأكد الدفاع المدني أن الهجوم أسفر عن وقوع إصابات متفاوتة بين المدنيين، وسط حالة من الذعر والفوضى بين المتواجدين عند نقاط توزيع المساعدات الإنسانية.
استقبال 12 ضحية بمستشفى العودة
وسبق، وأعلن مستشفى العودة، صباح الأربعاء، عن استقبال 12 ضحية و16 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينهم 5 أطفال وسيدة، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف تجمعات المواطنين عند نقاط توزيع المساعدات جنوب وادي غزة، وسط القطاع.
وأكد المستشفى أن القصف أسفر عن وقوع إصابات متفاوتة بين المدنيين، بينهم أطفال وسيدات، في حادث جديد يضاف إلى سلسلة استهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية.
كما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، تسجيل 6 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة التجويع وسوء التغذية، من بينهم طفل واحد.
وبذلك يرتفع إجمالي حالات الوفاة الناتجة عن سوء التغذية في القطاع إلى 367 ضحية، بينهم 131 طفلا.
89 حالة وفاة جراء المجاعة وسوء التغذية
ومنذ إعلان التصنيف الدولي للأمن الغذائي، سجلت 89 حالة وفاة، من بينها 16 طفلا، ما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية والغذائية في غزة.
انقسام بين القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية
في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية المكثفة على قطاع غزة، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن وجود انقسام واضح داخل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشأن سبل إنهاء الحرب.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين مطلعين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصر على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة، في حين تدعو شخصيات بارزة في الجيش وجهاز الاستخبارات والحكومة إلى العودة إلى نهج تدريجي يبدأ بهدنة مؤقتة.
بحسب الصحيفة، فإن هذا الانقسام يعكس تبايناً في الرؤى بين من يفضلون إنهاء الحرب وفق شروط صارمة، وبين من يرون أن التدرج في الحل قد يفتح نافذة سياسية لتخفيف التصعيد، وتأتي هذه النقاشات في ظل استمرار العمليات البرية والجوية، وتوسع نطاق المناورات العسكرية داخل القطاع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تصريحات تصعيدية من رئيس الأركان
في السياق ذاته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، خلال زيارته قاعدة نحشونيم، إن الجيش سيعمّق عملياته ولن يتوقف حتى تحقيق الحسم الكامل، وأضاف أن القوات بدأت الدخول إلى مناطق جديدة داخل غزة، مؤكداً أن العمليات ستتسع وأنه لا مكان آمن لعناصر حركة حماس، سواء كانوا مسؤولين أو أفراداً.
تكلفة العملية المرتقبة تتجاوز 7 مليارات دولار
هيئة البث العبرية الرسمية كشفت أن تكلفة العملية البرية المرتقبة في مدينة غزة، ضمن خطة "عربات جدعون "، قد تتراوح بين 20 و25 مليار شيكل، أي ما يعادل 5.91 إلى 7.38 مليارات دولار، وأشارت إلى أن الجيش جند أكثر من 35 ألف جندي احتياط، على أن ينضم إليهم 25 ألفاً آخرين خلال الأسابيع المقبلة، استعداداً لمناورة واسعة النطاق.
تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 13 حالة وفاة جديدة سُجلت خلال 24 ساعة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم ثلاثة أطفال، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 361 حالة، من بينهم 130 طفلاً، وتزداد المعاناة الإنسانية مع استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات، وسط ارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة وغلاء الأسعار.
تطورات ميدانية مؤلمة
وسائل إعلام فلسطينية أفادت بوقوع إصابات جراء قصف محيط محطة وقود غرب مخيم النصيرات، إضافة إلى وصول 27 حالة وفاة إلى مستشفى ناصر في خانيونس، بينهم 12 من المنتظرين للحصول على مساعدات، كما تم الإبلاغ عن استهداف محيط المستشفى الأردني في غزة، ما أدى إلى وفاة الصحافي أيمن هنية، إلى جانب حرق خيام فارغة للنازحين في منطقة الشيخ رضوان شمال المدينة.
بيان من مصدر دبلوماسي غربي
وفي تعليق خاص لقناة فرنسية، قال مصدر دبلوماسي مطلع: "الوضع في غزة يتطلب تحركاً عاجلاً على المستوى الدولي، فالمأساة الإنسانية تتفاقم، والجهود السياسية يجب أن تسبق الحسابات العسكرية."
بين التصعيد والانقسام.. غزة تدفع الثمن
في ظل الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية، والتصعيد الميداني المستمر، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة يوماً بعد يوم، وبين مناورات عسكرية مكثفة وتكلفة اقتصادية باهظة، يبقى المدنيون في قلب المعاناة، وسط غياب واضح لأي أفق سياسي يلوح في الأفق.
طالع أيضًا:
الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة استجابة: نصف جنود الاحتياط يتغيبون عن الاستدعاء