لم يعد فحص العين يقتصر على قياس النظر أو اكتشاف مشكلات الإبصار، إذ كشفت دراسة حديثة عن إمكانية أن تصبح شبكية العين نافذة لاكتشاف العلامات المبكرة لمرض الزهايمر والخرف، حتى قبل سنوات من ظهور الأعراض الواضحة.
نُشرت الدراسة في مجلة Alzheimer’s & Dementia، حيث أجريت على فئران تحمل متغيرًا جينيًا مرتبطًا بالزهايمر والخرف الوعائي.
أظهرت النتائج وجود تشابه بين التغيرات الوعائية في الدماغ وتلك التي تحدث في شبكية العين، ومن أبرزها:
انخفاض كثافة الأوعية الدموية مع التقدم في العمر.
تبسيط شبكة الأوعية الكبيرة لدى بعض الإناث الحاملات للمتغير الجيني.
زيادة التواء الأوعية وتضخم بعض الأوردة.
هذه المؤشرات قد تعكس بداية تأثر الدماغ بعمليات التنكس العصبي.
لماذا تعتبر هذه النتائج مهمة؟
توضح الدكتورة مايا كورونيو هاماوي، أستاذة جراحة المخ والأعصاب في مركز سيدارز سيناي الطبي، أن هذه النتائج تدعم مفهوم "محور العين – الدماغ"، حيث تستطيع شبكية العين عكس التغيرات التي تحدث في الدماغ، مما يجعل فحص العين وسيلة بسيطة وغير جراحية للكشف المبكر عن خطر الإصابة بالزهايمر.
من التجارب الحيوانية إلى البشر
رغم أن النتائج مشجعة، إلا أنها ما زالت في المرحلة ما قبل السريرية، مما يعني ضرورة إجراء المزيد من الدراسات على البشر للتأكد من:
ما إذا كانت هذه العلامات خاصة بالزهايمر فقط.
أم أنها قد تظهر أيضًا مع أمراض أخرى مثل الجلوكوما أو الضمور البقعي.
فحص العين… أداة تشخيصية للمستقبل
الميزة الكبرى لفحص شبكية العين تكمن في كونه غير جراحي وسهل التطبيق داخل العيادات.
وإذا أثبتت الدراسات المستقبلية صحة هذه النتائج لدى البشر، فقد يصبح هذا الفحص جزءًا أساسيًا من بروتوكولات التشخيص المبكر للأمراض التنكسية العصبية.
طالع أيضًا
مفاجأة صادمة.. النظارات قد تسبب إلتهابات خطيرة للعين لهذا السبب
