أسفرت حوادث عنف متفرقة في عدة مناطق مساء أمس السبت، عن مقتل ثلاثة أشخاص، فيما فتحت الشرطة تحقيقات عاجلة لمعرفة ملابسات الحوادث والقبض على المشتبه بهم.
يأتي ذلك في ظل وضع أمني متدهور، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى فقدان 176 عربيًا حياتهم منذ بداية عام 2025 في جرائم مرتبطة بالعنف، منهم 18 امرأة، و174 مواطنًا وسكان اثنين.
مقتل علاء شروف ومحاولة اغتيال في دالية الكرمل وعصفيا
وشهدت قريتا دالية الكرمل وعصفيا تصاعدًا مقلقًا في جرائم العنف خلال الأيام الأخيرة، ما أثار قلق السكان بشكل كبير.
ولمزيد من التفاصيل حول جرائم العنف التي وقعت أمس، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" مع الصحفي منعم حلبي من دالية الكرمل، حيث قال:
"استيقظ الأهالي على حادث مأسوي بعد مقتل علاء شروف، رجل في الخمسينيات من عمره، إثر إطلاق نار داخل منزله من قبل مجهولين".
وأضاف حلبي أن هذه الحادثة لم تكن الوحيدة، إذ وقعت محاولة قتل أخرى في عسفيا عندما اقتحم مسلحون منزلًا وأطلقوا النار على شاب أصيب ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقال حلبي إن هاتين القريتين تشكلان جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي العربي الكامل، وأن تصاعد العنف يعكس تأزم الوضع الأمني الذي بات يثير مخاوف السكان.
وأوضح أن الشرطة كثفت إجراءاتها الأمنية، بما في ذلك تحليق طائرات شرطة في سماء القريتين، في محاولة لفرض السيطرة، لكن ذلك لم يكبح من وتيرة العنف.
اجتماع شعبي يُحمِّل الشرطة مسؤولية التقصير الأمني
وأشار حلبي إلى عقد اجتماع موسع في بيت بني معروف بعسفيا، شارك فيه مئات من الشيوخ والعلماء والممثلين السياسيين والاجتماعيين، ناقشوا خلاله تداعيات الوضع الأمني المتدهور.
وأصدر الاجتماع بيانًا شديد اللهجة استنكر فيه استمرار العنف وحمّل الشرطة مسؤولية تقصيرها في أداء واجباتها الأمنية بشكل فاعل، ورغم ذلك، شدد الصحفي على عدم تسجيل اعتقالات جدية حتى الآن، مما يزيد من حالة القلق والسخط الشعبي؛ خاصة أن غالبية هذه الجرائم تتسم بخلفية جنائية، والضحايا يسقطون داخل منازلهم، ما يزيد الإحساس بضعف الأمن.
جسر الزرقاء تواجه عنفاً ممنهجاً يستهدف شبابها
على صعيد متصل، تعيش قرية جسر الزرقاء حالة توتر وقلق مماثلة نتيجة ارتفاع جرائم القتل والعنف.
ناقش وافي عماش، عضو اللجنة الشعبية في البلدة، تفاصيل هذه الحالة ضمن مداخلة هاتفية في برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، حيث أوضح أن هذه الظاهرة ليست مجرد شجارات عائلية أو خلافات محدودة، بل هي عمليات قتل ممنهجة تستهدف الشباب في مقتبل عمرهم، من بينهم الضحيتان الأخيران عناد عماش ومحمود جربان، اللذان قتلا بدم بارد.
وأكد عماش أن المجتمع بأكمله ينشط في توجيه التوعية ومحاولة الحد من هذه الظاهرة الخطيرة، لكنه أشار إلى ضرورة تفعيل "ردع قانوني واضح وصارم" قادر على وقف دائرة العنف المروعة.
غياب الاعتقالات يزيد فقدان الثقة بالشرطة
كما انتقد تقاعس الشرطة ووصف أداءها بأنه غير فعال، موجهًا تحذيرًا من بقاء بعض المجرمين الذين يحملون سجلات جنائية ويتجولون بحرية، مما يشكل قدوة سيئة للصغار الذين يقلدون أعمال العنف.
وفيما يتعلق بالإجراءات الأمنية، ذكر عماش أنه حتى الآن لم تُسجل اعتقالات ملموسة بحق المتورطين في جرائم القتل الأخيرة، مما يفاقم شعور الأهالي بعدم الأمان ويثير الاستياء من غياب تطبيق القانون بشكل جدي.
تحركات مجتمعية وتوعوية لمواجهة تصاعد الجريمة
من جهة أخرى، تستعد اللجنة الشعبية في جسر الزرقاء لتنظيم فعاليات توعوية ومجتمعية لمواجهة هذه الظاهرة، وسط ترقب لتطورات التحقيقات وتحركات الشرطة الأمنية.
ويُسلط الوضع الأمني في هذه المناطق الضوء مجددًا على الحاجة الماسة لتنسيق أكبر بين المجتمع المدني والجهات الرسمية، وتعزيز دور الشرطة بمعدات وإمكانيات تقود إلى استعادة الأمن، إضافة إلى إقرار قوانين رادعة ومحاسبة فعالة للمتورطين.
واختتم عماش حديثه بالتشديد على أن مؤشرات التصعيد المستمر والقتل الممنهج تحذر من أن الأزمة الأمنية أمام منعطف خطير يستوجب تحركًا عاجلًا لوقف نزيف الأرواح وحماية المجتمع العربي في المنطقة.