شنت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية، تخللها محاصرة منازل، وتفجير بعضها، واعتقال عشرات المواطنين، في تصعيد اعتبره مراقبون جزءًا من سياسة إسرائيلية تستهدف تكثيف الضغط الأمني مع اقتراب فترة الأعياد اليهودية.
ووفق ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية، فإن العملية التي نُفذت الليلة الماضية في منطقة رام الله، استهدفت ما وصفتها بـ"خلية فلسطينية" تعمل على تصنيع قذائف صاروخية بدائية.
استهداف خلية فلسطينية وضبط قذائف
وزعمت الرواية الإسرائيلية أن الجيش ضبط قذائف إضافية خلال المداهمة، مشيرًا إلى أن هذه المجموعة مرتبطة بمحاولات سابقة لإنتاج نماذج تجريبية، غير أن القوات الإسرائيلية لم يقدم أدلة ملموسة على هذه المزاعم.
وأكدت مصادر محلية أن قوات كبيرة حاصرت منزلين في بلدتي بيتونيا وسردا قضاء رام الله، وأطلقت قذائف تجاه منزل في سردا ما أدى إلى احتراقه جزئيًا واعتقال المواطن عبد الله محمود الريماوي.
كما فجرت القوات أجزاء من المنزل وألحقت أضرارًا بمركبة ومحتويات داخلية.
وفي بيتونيا، اعتقل الشاب منذر الشافعي بعد حصار منزله، فيما تعرضت محال تجارية في البلدة للتخريب والخلع.
اعتقال 75 فلسطيني بدعوى إحباط الإرهاب
بالتوازي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل أكثر من 75 فلسطينيًا خلال الأسبوع الأخير بدعوى "إحباط الإرهاب"، بينهم عشرة من قباطية جنوب جنين و13 من بيت لحم، إضافة إلى تسعة من طولكرم وسلفيت وصفوا بأنهم "من عناصر حماس وتجار أسلحة".
كما صادرت قوات الجيش الإسرائيلي سلاحًا من نوع "كارلو" وذخائر مختلفة.
وفي جنين، اقتحمت قوات الجيش بلدة برقين وأغلقت مداخلها، واحتجزت عددًا من المواطنين بعد مداهمة منازلهم والتحقيق معهم ميدانيًا، بينهم أحمد اللطفي وميسرة العنتير وأحمد الورداني.
كما داهمت منزل الأسير المحرر سلطان خلوف واحتجزت والدته للضغط عليه لتسليم نفسه.
وفي جنوب الضفة، بمدينة الخليل، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي الشقيقين محمد وعمار خالد الجمل بعد اقتحام منزليهما وتحطيم محتوياتهما، كما احتجزت عائلة بورو أبو سنينة لساعات، ونصبت حواجز عسكرية وأغلقت طرقًا رئيسية وفرعية بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية.
واستغل مجلس المستوطنات الأحداث ليهاجم الحكومة الإسرائيلية، متهمًا إياها بـ"التردد"، وداعيًا إلى فرض السيادة على الضفة الغربية ووقف ما أسماه "الخضوع للعالم".
وقال في بيان: "إما سيادة أو فلسطين".
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد عمليات الاقتحام والاعتقال شبه اليومية في الضفة الغربية، حيث يحاول الجيش الإسرائيلي تكثيف قبضته الأمنية، بينما يرى الفلسطينيون في هذه الإجراءات تصعيدًا ميدانيًا يزيد التوتر ويعمق المعاناة الإنسانية.
اقرأ أيضا