يُعد تفوق النساء في متوسط العمر ظاهرة عالمية ثابتة منذ قرون، لا تتغير رغم التطورات الطبية أو تغير نمط الحياة.
فمنذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم، تُظهر الإحصاءات أن النساء يعشن عمراً أطول من الرجال في جميع أنحاء العالم، لكن ما السر وراء ذلك؟
تشير بيانات من السويد إلى أن متوسط العمر عند الولادة للنساء ارتفع من 33 عاماً في عام 1800 إلى أكثر من 83 عاماً اليوم، مقابل نحو 79 عاماً للرجال.
ورغم التحسّن الكبير في الرعاية الصحية، فإن الفجوة بين الجنسين ما زالت قائمة، بل تتسع في بعض الدول مثل روسيا، حيث تعيش النساء أطول من الرجال بنحو 13 عاماً كاملة.
نمط الحياة.. عامل مؤثر لكنه ليس الأساس
يرجع بعض الباحثين هذا الفارق إلى العادات اليومية، مثل التدخين والإفراط في تناول الكحول والأطعمة الدسمة، وهي سلوكيات أكثر شيوعًا بين الرجال.
هذه العوامل ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وتؤثر سلبًا على متوسط العمر.
لكن حتى في الدول التي تتقارب فيها أنماط الحياة بين الجنسين، تظل النساء أكثر عمرًا، مما يشير إلى أن هناك أسبابًا بيولوجية أعمق.
الكروموسومات و الهرمونات.. السر في الجينات
يمتلك جسد المرأة زوجين من الكروموسومات X، ما يمنح خلاياها احتياطيًا من الجينات السليمة في حال حدوث أي خلل جيني.
بينما لدى الرجال كروموسوم X واحد فقط، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض الوراثية.
كما يلعب هرمون الإستروجين دورًا وقائيًا مهمًا، إذ يحمي الخلايا من التأكسد ويقلل خطر أمراض القلب، في حين أن هرمون التستوسترون عند الرجال، رغم أنه يمنح القوة الجسدية في سن الشباب، إلا أنه يسرّع من تدهور الخلايا ويزيد احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مع التقدم في العمر.
ويؤكد الخبراء أن طول عمر النساء ليس مصادفة، بل نتيجة تفاعل معقد بين الجينات والهرمونات والسلوكيات.
وبينما لا يمكن تغيير التركيبة البيولوجية، يمكن للرجال تحسين فرصهم في العيش لفترة أطول من خلال اتباع نمط حياة صحي ومتوازن يقلل من أثر تلك العوامل.
طالع أيضًا
ما العلاقة بين قلة شرب الماء و هرمون التوتر؟ دراسة تكشف المخاطر