أثارت دراسة حديثة جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية والعلمية بعد أن ألمحت إلى وجود صلة محتملة بين ختان الذكور والإصابة باضطراب طيف التوحد، وهي فرضية أثارت موجة من التساؤلات حول ما إذا كانت عملية جراحية شائعة كالختان يمكن أن تترك أثرًا على تطور الدماغ في المراحل المبكرة من الحياة.
وفقًا لتقرير نشره موقع Science Daily، أجرى باحثون من جامعة كوبنهاغن دراسة واسعة شملت أكثر من 300 ألف طفل دنماركي، ووجدوا أن الذكور الذين خضعوا للختان في سن مبكرة قبل بلوغ الخامسة كانوا أكثر عرضة بنسبة طفيفة للإصابة باضطرابات طيف التوحد لاحقًا، مقارنة بغير المختونين.
ويفسر العلماء هذه العلاقة بأن الألم الشديد الناتج عن الجراحة في سن مبكرة قد يؤثر على تطور الجهاز العصبي واستجابة الدماغ للضغط، وهو ما يمكن أن يغيّر الطريقة التي يتفاعل بها الطفل مع المحفزات الخارجية مستقبلًا.
لكن الباحثين شددوا على أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، بل تشير فقط إلى ارتباط إحصائي يحتاج إلى مزيد من الفهم والدراسة العميقة، مؤكدين أن هناك عوامل أخرى مثل الوراثة، والبيئة، والتعرض للسموم، قد تلعب دورًا أكبر في الإصابة بالتوحد.
آراء متباينة في الأوساط الطبية
في المقابل، رفضت جهات طبية عديدة هذا الربط، إذ أكدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الختان، عند إجرائه في ظروف صحية سليمة، آمن وله فوائد مثبتة، مثل تقليل خطر العدوى البولية وبعض الأمراض المنقولة جنسيًا.
أما الخبراء المعارضون للختان، فيرون أن هذه العملية يجب ألا تتم في سن مبكرة قبل اكتمال نمو الجهاز العصبي، لأن الدماغ في تلك الفترة يكون في ذروة حساسيته للألم والإجهاد.
ما الذي يجب على الآباء معرفته؟
يتفق الخبراء على أن الدليل العلمي الحالي غير كافٍ للجزم بوجود علاقة مؤكدة بين الختان والتوحد، وأن من المهم توجيه الأبحاث المستقبلية نحو فهم كيفية تأثير الألم المبكر أو الإجهاد العصبي على تطور الدماغ.
حتى الآن، لا توجد توصيات طبية عالمية تمنع إجراء الختان لأسباب صحية أو دينية، لكن الأطباء يشددون على ضرورة الالتزام بالإشراف الطبي الكامل واستخدام التخدير المناسب لتقليل الألم والمضاعفات.
طالع أيضًا