كثيرون يعانون من نوبات مفاجئة من ضيق التنفس أو خفقان القلب دون وجود مشكلة واضحة في القلب أو الرئتين، ما يثير القلق ويدفع للتساؤل عن السبب الحقيقي وراء هذه الحالة.
المدهش أن الإجابة في بعض الأحيان لا تكمن في القلب أو الجهاز التنفسي، بل في القولون نفسه، الذي قد يكون وراء تلك الأعراض المزعجة بطرق غير مباشرة.
كيف يؤثر القولون على التنفس؟
يوضح الدكتور شريف حتة، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، أن امتلاء القولون بالغازات أو تعرضه للانتفاخ يؤدي إلى ضغط على الحجاب الحاجز، وهو العضلة المسؤولة عن عملية التنفس.
هذا الضغط يمنع الرئتين من التمدد الكامل أثناء الشهيق، مما يسبب إحساسًا بضيق التنفس، خاصة بعد تناول الوجبات أو في لحظات التوتر النفسي.
ويضيف أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي هم الأكثر عرضة لتلك الحالة، إذ يرتبط الاضطراب العصبي بزيادة التوتر العضلي، مما يفاقم الشعور بالاختناق أو الانقباض في الصدر.
القولون لا يهاجم القلب مباشرة.. لكن يربكه
على الرغم من أن القولون لا يؤثر بشكل مباشر على عضلة القلب، إلا أن القلق والتوتر الناتجين عن اضطراب القولون قد يسببان زيادة في نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي، ما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب أو الإحساس بالخفقان.
كما أن تراكم الغازات داخل البطن قد يضغط أحيانًا على منطقة الصدر، وهو ما يخلق شعورًا مزيفًا بعدم انتظام ضربات القلب، رغم أن القلب في الواقع سليم.
متى يصبح الوضع مقلقًا؟
يشدد الدكتور شريف حتة على ضرورة استشارة الطبيب إذا استمر ضيق التنفس أو الخفقان لفترات طويلة، أو كان مصحوبًا بألم في الصدر أو دوخة، لاستبعاد وجود أي مشكلة قلبية أو تنفسية حقيقية.
ويؤكد أن السيطرة على أعراض القولون تبدأ من تنظيم النظام الغذائي، والابتعاد عن الأطعمة التي تزيد الغازات مثل البقوليات والمشروبات الغازية، إلى جانب ممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء النفسي لتحسين عمل الجهاز الهضمي وتقليل التوتر العصبي.
طالع أيضًا
مزيل العرق الذي تستخدمينه يوميًا قد يخفي مخاطر صحية غير متوقعة!