أُصيب فلسطينيان، مساء الأحد، أحدهما بجروح خطيرة، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم الجلزون شمالي مدينة رام الله، في إطار حملة تصعيدية متواصلة تشهدها مناطق الضفة الغربية منذ أسابيع.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب، إن "إصابة خطيرة وأخرى طفيفة برصاص الجيش الإسرائيلي وصلتا إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله من مخيم الجلزون".
اقتحام مخيم الجلزون وسقوط إصابات
وأفادت إذاعة صوت فلسطين بأن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، اقتحمت المخيم من عدة محاور، مدعومة بتعزيزات عسكرية، فيما اعتقلت قوة خاصة إسرائيلية شابًا من داخل المخيم بعد اشتباكات محدودة في أزقته.
ويأتي هذا الاقتحام في ظل تصاعد غير مسبوق للاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على قطاع غزة، والتي أسفرت، بحسب بيانات وزارة الصحة، عن ارتقاء أكثر من 1056 فلسطينيًا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 1600 طفل.
حملة مداهمات واعتقالات
وفي سياق متصل، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات واسعة فجر الأحد في مختلف مدن الضفة، تخللتها عمليات تفتيش وتخريب للمنازل.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني أن ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا جرى اعتقالهم خلال الساعات الماضية، بينهم أطفال وأسرى محررون.
وفي مدينة طوباس، شهدت المنطقة أعنف المواجهات، عقب تفجير عبوة ناسفة أدت إلى إصابة جنديين إسرائيليين، ما دفع قوات الجيش الإسرائيلي إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق استخدمت خلالها جرافات لتدمير البنية التحتية وإغلاق مداخل المدينة.
وأشار محافظ طوباس إلى أن نحو 30 آلية عسكرية تشارك في العملية، في ظل حصار شامل مفروض على المدينة منذ مساء السبت.
ارتقاء مواطن في نابلس
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الأحد، عن ارتقاء ماجد محمد داود، البالغ من العمر 42 عاما، جراء إصابته بعدة رصاصات في البطن والأطراف خلال اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي لمخيم العين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وأفاد الهلال الأحمر بارتقاء شاب متأثرا بجراحه، بعد إصابته برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في الرأس خلال اقتحام مخيم العين غرب نابلس في الضفة، كما أوضح الهلال الأحمر في بيان مقتضب أن الشاب أصيب أثناء المواجهات، فيما منعت قوات الجيش طواقم الإسعاف من الوصول إليه لنقله وتقديم العلاج.
قوات خاصة تتسلل إلى المخيم
ذكرت مصادر محلية فلسطينية أن قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى مخيم العين قبل أن تدفع قوات الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
وتزامن ذلك مع انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة طوباس بعد عملية عسكرية استمرت قرابة عشر ساعات، استخدمت فيها الآليات العسكرية الثقيلة وتسببت بتدمير واسع في البنية التحتية.
دمار واسع في طوباس واعتقالات ميدانية
أفادت مصادر صحفية بأن العملية العسكرية في طوباس جاءت انتقامًا لإصابة جنديين إسرائيليين في تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع خلال اقتحام المدينة مساء أمس السبت.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية فجّرت جدرانًا داخل شقة سكنية دون معرفة الأسباب، واعتقلت ما لا يقل عن ثلاثة فلسطينيين، واحتجزت عشرات آخرين خضعتهم للتحقيق الميداني قبل الإفراج عنهم.
وخلال العملية، حوّلت قوات الجيش الإسرائيلي منازل المدنيين إلى ثكنات عسكرية وأغلقت مفترق بلدة طمون بالسواتر الترابية، مانعة حركة المرور من الجهة الجنوبية لطوباس.
اقتحامات متزامنة لمدن الضفة
تزامن الهجوم على طوباس مع اقتحامات إسرائيلية في مدن نابلس وسلفيت وطولكرم وجنين وقلقيلية، حيث اندلعت مواجهات عنيفة في بلدة عرابة غرب جنين.
كما اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة رام الله، فيما أصيب شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة الرام شمال القدس، وفق ما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني.
هجمات المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون
في ظل التصعيد الميداني، هاجم مستوطنون مسلحون صباح اليوم الأحد مزارعين فلسطينيين أثناء قطفهم الزيتون شرق بلدة ترمسعيا شمالي رام الله، ما أدى إلى إصابة فلسطينية ومتضامن أجنبي بجروح.
وأفادت المصادر بأن المستوطنين أحرقوا مركبات فلسطينية بين حقول الزيتون، فيما أظهرت مقاطع مصوّرة لحظة إصابة أحد المزارعين خلال محاولة صدّ الهجوم.
كما أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي النار على مزارعين في بلدة كوبر شمال رام الله، في حين هاجم مستوطنون آخرون قاطفي الزيتون شرق قرية روجيب بنابلس.
وتأتي هذه الاعتداءات مع بداية موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية، حيث تشهد القرى الفلسطينية سنويًا تصعيدًا من قبل المستوطنين تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي.
تصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية
تشير بيانات رسمية فلسطينية إلى أن الضفة الغربية شهدت خلال العامين الماضيين تصعيدًا غير مسبوق من قبل قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، أسفر عن ارتقاء أكثر من الف فلسطينيًا، وإصابة نحو عشرة آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على عشرين ألفًا بينهم 1600 طفل.
وطالع أيضًا:
تطورات الضفة الغربية|ارتقاء مواطن في الرام ومداهمات لمنازل أسرى محررين