طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل إبلاغها مسبقًا قبل تنفيذ أي غارات واسعة في قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية.
وجاء هذا الطلب خلال لقاءات عقدها نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، من بينهم وزير الأمن يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، بمشاركة قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سنتكوم) براد كوبر.
تحذير من مفاجآت قد تهدد التهدئة
أكد المسؤولون الأميركيون خلال اللقاءات أنهم لن يتسامحوا مع أي مفاجآت عسكرية قد تؤدي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، مشددين على ضرورة التنسيق المسبق في حال وجود عمليات واسعة النطاق، ورغم ذلك، أشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن الطلب الأميركي لا يُعد بمثابة "ضوء أخضر" لتنفيذ الغارات، بل هو إجراء احترازي لضمان استمرار التهدئة.
ملفات حساسة على طاولة النقاش
ناقش الطرفان عدة ملفات أمنية، أبرزها نزع سلاح حركة حماس قبل بدء عملية إعادة إعمار غزة، وتحديد تركيبة القوة الدولية المتوقع دخولها إلى القطاع، بالإضافة إلى ملف جثث 13 أسيرًا إسرائيليًا تقول حماس إنها لا تزال محتجزة، وسط صعوبات في تحديد مواقعهم.
كما تم التطرق إلى إنشاء "منطقة خضراء" في رفح، تكون خاضعة لإشراف دولي، وتبدأ فيها عملية إعادة إعمار بتمويل عربي، دون أن تكون تحت سيطرة إسرائيل أو حماس.
مراقبة أميركية دقيقة للعمليات العسكرية
أفادت صحيفة "هآرتس" أن القوات الإسرائيلية تطلق النار على فلسطينيين بزعم تجاوزهم "الخط الأصفر" الذي انسحبت إليه، رغم عدم وضوح هذا الخط ميدانيًا. وأضافت الصحيفة أن أي تصعيد يتجاوز إطلاق النار المحلي يتطلب مداولات مع الجانب الأميركي، ما يعكس متابعة دقيقة من واشنطن للعمليات العسكرية في غزة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نتنياهو في مواجهة الواقع السياسي
نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الانطباع هو أن الأميركيين يتابعون العمليات عن كثب، ما يعني فعليًا تقليص صلاحيات إسرائيل في المجال الأمني والعلاقات الخارجية".
وأضافت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "يواصل نفي الواقع لأنه يتناقض مع محاولته لترسيخ سردية انتصار في الحرب، بنظر مؤيديه السياسيين على الأقل".
التهدئة تحت المجهر الأميركي
تؤكد التطورات الأخيرة أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال هشًا، وأن واشنطن تسعى لضمان استمراره عبر مراقبة دقيقة وتنسيق مسبق لأي تحركات عسكرية، وفي ظل هذه المعادلة، يبقى مستقبل غزة مرهونًا بمدى التزام الأطراف بالتهدئة، وقدرتهم على تجاوز الحسابات السياسية نحو حلول مستدامة.
طالع أيضًا:
روبيو في زيارة رسمية لإسرائيل لدعم تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الصراع في غزة