تسود حالة من الترقب في إسرائيل مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحركة حماس، والتي طالب خلالها بتسليم جثث الأسرى الإسرائيليين المحتجزة في قطاع غزة خلال 48 ساعة٬ وتبحث الجهات الأمنية الإسرائيلية في "خيارات الردّ"، وسط اتهامات للحركة بالمماطلة وعدم الالتزام بالاتفاقات المتعلقة بهذا الملف الإنساني الحساس.
ضغوط أميركية وتغيير في الموقف الإسرائيلي
جاءت المهلة الأميركية مساء السبت، حين صرّح ترامب بأن "حماس يمكنها أن تعيد جزءًا من الجثث فورًا"، في إشارة إلى ضرورة تسريع تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الضغوط الأميركية دفعت المستوى السياسي في إسرائيل إلى السماح بدخول فرق هندسية مصرية إلى مناطق داخل القطاع، بهدف المساعدة في تحديد مواقع الجثث، وهو ما يُعد تحولًا في الموقف الإسرائيلي الذي كان يرفض سابقًا دخول أطراف أجنبية قبل اكتمال المرحلة الأولى من الاتفاق.
عمليات بحث مشتركة ومشاركة دولية
تتواصل عمليات البحث داخل القطاع بمشاركة فرق هندسية مصرية، وبالتنسيق مع الصليب الأحمر، فيما نظّمت حركة حماس جولة ميدانية في حي الشجاعية الواقع ضمن المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل على الجانب الآخر من "الخط الأصفر"، بهدف البحث عن الجثث تمهيدًا لإعادتها٬ كما وافقت إسرائيل على تنفيذ عمليات مشابهة في منطقة خانيونس جنوبي القطاع، رغم أن التنسيق الكامل لهذه الخطوة لم يتم بعد.
اتهامات بالمماطلة وتحذيرات من التصعيد
نقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "الوقت يمرّ ونحن نفقد صبرنا"، مشيرًا إلى أن حماس تمتنع عن تسليم الجثث رغم امتلاكها معلومات دقيقة عن مواقع معظمها، وعددها 13، بحسب المزاعم الإسرائيلية٫ ويُتهم الجانب الفلسطيني باستخدام الجثث كورقة ضغط في المفاوضات، وهو ما يثير غضبًا داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية.
نقاشات حول الردّ وخيارات التصعيد
مع اقتراب موعد انتهاء المهلة، تجري نقاشات داخل إسرائيل حول "الخطوات التالية"، في حال لم تُحرز فرق البحث أيّ تقدّم ملموس.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وتؤكد مصادر أمنية أن الموافقة على تنفيذ عمليات البحث جاءت بهدف "إثبات استنفاد جميع المحاولات ومنع الحركة من التذرّع بعقبات ميدانية أمام الوسطاء".
الملف الإنساني في قلب التوترات
يبقى ملف جثث الأسرى أحد أكثر الملفات حساسية في سياق التفاهمات المتعلقة بقطاع غزة، ويعكس حجم التعقيدات السياسية والإنسانية التي تحيط به.
وفي تصريح نقلته القناة 12، قال مسؤول إسرائيلي: "إذا لم يتم إحراز تقدم حتى مساء اليوم، فإننا سنبحث سبل الردّ، فالوقت ينفد والصبر كذلك"٬ وهذا التصعيد المحتمل يضع الوسطاء أمام تحديات جديدة في سبيل الحفاظ على استقرار التفاهمات القائمة.
طالع أيضًا: