شهد الحزب الديمقراطي الأميركي دفعة سياسية مفاجئة مع فوزه في ثلاثة سباقات انتخابية رئيسية، تُعد الأولى منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
فقد جاءت نتائج انتخابات الثلاثاء لتمنح الديمقراطيين زخما جديدا في وقت يستعد فيه الحزب لخوض انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل، في ظل حالة من الانقسام السياسي الحاد والجدل المتواصل حول سياسات الإدارة الحالية.
فوز تاريخي لأول مسلم رئيسا للبلدية في مدينة نيويورك
في مدينة نيويورك، حقق زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عاما، فوزا تاريخيا بمنصب رئيس بلدية المدينة.
ويُعد ممداني، وهو من أبرز وجوه التيار التقدمي في الحزب، أول مسلم يتولى رئاسة أكبر مدينة في الولايات المتحدة، ويمثل انتخابه تتويجا لصعوده السياسي السريع من نائب محلي مغمور إلى شخصية ذات حضور وطني.
وقد خاض ممداني حملته على أساس برنامج تقدمي صريح، يطالب برفع الضرائب على الشركات والأثرياء لتمويل سياسات اجتماعية واسعة، مثل تجميد الإيجارات وتوفير رعاية الأطفال مجانا وتقديم خدمات نقل عام مجانية.
هذه المقترحات أثارت قلقا لدى دوائر الأعمال في وول ستريت، التي حذرت من تداعيات وضع اشتراكي ديمقراطي، وفق وصفها، على رأس العاصمة المالية للبلاد.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
منافس ممداني متهم بالتحرش الجنسي
وكان المنافس الرئيسي لممداني هو الحاكم الديمقراطي السابق آندرو كومو، الذي خاض السباق مستقلا بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية.
وقد تعرض كومو سابقا لاتهامات بالتحرش الجنسي، نفى صحتها، قبل أن يستقيل من منصبه قبل أربع سنوات. وفي حملته الانتخابية، اتهم كومو ممداني بالتطرف وطرح سياسات “غير قابلة للتطبيق”.
ومع ذلك، شهدت نيويورك إقبالا واسعا على التصويت، حيث أفاد مجلس الانتخابات بأن الأصوات تجاوزت مليوني صوت، وهو الأعلى في سباق على رئاسة البلدية منذ عام 1969.
فوز ديمقراطيين في ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي
وفي ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي، حققت الديمقراطيتان أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل فوزا واضحا في سباقي حاكم الولاية.
ففي فيرجينيا، ستخلف سبانبرغر الجمهوري جلين يونجكين، بعد أن هزمت نائبة الحاكم الجمهورية وينسوم إيرل سيرز، أما في نيوجيرسي، فستتولى شيريل منصب الحاكم خلفا للديمقراطي فيل مورفي، بعد هزيمتها للجمهوري جاك شاتاريلي.
ويُعد كلاهما من الجناح المعتدل داخل الحزب، في مقابل ممداني الذي يمثل الاتجاه التقدمي.
مؤشر مبكر على توجهات الناخبين الأميركيين عقب فوز ترامب
وتُعد هذه الانتخابات مؤشرا مبكرا على توجهات الناخبين الأميركيين بعد تسعة أشهر من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة أن بعض هذه السباقات جرت في ولايات ومناطق ذات ميول ديمقراطية لم تصوت له في الانتخابات الرئاسية.
وقد حاول الحزب الديمقراطي استغلال هذه الانتخابات لاختبار استراتيجيات انتخابية متنوعة استعدادا لانتخابات التجديد النصفي لعام 2026، التي ستحدد ميزان القوى داخل الكونغرس.
57% من الأميركيين لا يوافقون على أداء ترامب
من ناحية أخرى، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته “رويترز/إبسوس” أن 57% من الأميركيين لا يوافقون على أداء ترامب، غير أن ذلك لا ينعكس تلقائيا في مكاسب للديمقراطيين، إذ تساوت نسب تفضيل الحزبين بين الناخبين المحتملين عام 2026.
وبينما اعتبر الديمقراطيون نتائج الثلاثاء بداية لاستعادة الثقة، وصف ترامب الخسائر بأنها نتيجة عدم وجود اسمه على بطاقات الاقتراع، كما أعاد اتهاماته المتكررة بشأن تزوير الانتخابات، دون تقديم أدلة.
وتبقى هذه الانتصارات خطوة أولى في معركة سياسية طويلة، قبل عام حاسم سيحدد من يملك زمام السلطة في واشنطن.
اقرأ أيضا