في اكتشاف علمي جديد يعزز مكانة الأعشاب الطبية في عالم الطب الحديث، كشفت دراسة أمريكية حديثة أن المركب الطبيعي الموجود في نبات إكليل الجبل يمتلك قدرة فريدة على تسريع شفاء الجروح وتقليل ظهور الندبات الجلدية، ما يفتح الباب أمام ابتكارات علاجية منخفضة التكلفة وأكثر أمانًا.
مركب حمض الكارنوسيك.. سرّ القوة العلاجية ووفقًا لما نقلته صحيفة لينتا رو، أوضح الباحثون أن التأثير العلاجي يعود إلى مركب حمض الكارنوسيك، وهو مضاد أكسدة قوي يتوافر بتركيز مرتفع في أوراق إكليل الجبل.
هذا المركب يعمل على تحفيز تجدد خلايا الجلد ودعم عملية إصلاح الأنسجة المتضررة بعد الإصابات أو الجروح.
كما يساعد حمض الكارنوسيك في إعادة بناء البُنى الجلدية المعقدة مثل بصيلات الشعر والغدد الدهنية والغضاريف الدقيقة، مما يجعل عملية الشفاء أكثر تكاملاً وأقرب إلى الحالة الطبيعية للجلد.
بروتين TRPA1.. المفتاح الحيوي لتفعيل المفعول
أظهرت الدراسة أن فعالية إكليل الجبل تعتمد على نشاط بروتين TRPA1، الذي يلعب دورًا أساسيًا في تحفيز استجابة الجلد لبدء عملية الترميم.
وأكد الباحثون أن تعطيل هذا البروتين يُبطل التأثير الإيجابي للمركب تمامًا، ما يبرز أهميته في مستقبل العلاجات الجلدية.
الزعتر والأوريجانو يقدمان دعمًا إضافيًا وأشار الخبراء إلى أن أعشابًا أخرى مثل الزعتر والأوريجانو تحتوي على مركبات مشابهة في التأثير، لكنها لا تضاهي فعالية إكليل الجبل، الذي تميّز بنتائجه السريعة وسلامة استخدامه على البشرة.
فوائد إضافية.. تعزيز الذاكرة والدماغ
ولم تتوقف فوائد إكليل الجبل عند الجلد فحسب، إذ بيّنت الدراسة أن حمض الكارنوسيك يساهم كذلك في الوقاية من مرض ألزهايمر، عبر حماية خلايا الدماغ من الأكسدة وتعزيز نشاط الذاكرة والتركيز.
بهذا، يثبت إكليل الجبل أنه ليس مجرد نبتة عطرية تُستخدم في المطبخ، بل صيدلية طبيعية متعددة الفوائد، تجمع بين العلاج والوقاية في آن واحد.
طالع أيضًا