يصوّت مجلس حقوق الإنسان، اليوم الجمعة، في جلسة خاصة حول السودان على مسودة مشروع قرار يُحمّل قوات "الدعم السريع" مسؤولية انتهاكات واسعة في مدينة الفاشر ومحيطها عقب هجومها الأخير.
وبحسب مسودة القرار فإن المجلس يُدين ما وصفه بـ"الفظائع واسعة النطاق" المنسوبة لقوات الدعم السريع، وتشمل وفق نص المشروع: عمليات قتل بدوافع عرقية، وتعذيب، وإعدامات ميدانية، واعتقالات تعسفية، واغتصاب، وغيرها من الانتهاكات.
shutterstock
ويطلب المشروع من بعثة تقصي الحقائق فتح تحقيق عاجل في الانتهاكات بمدينة الفاشر وضواحيها، والتحقق من هوية المسؤولين عنها من جميع الأطراف.
كما يستنكر مشروع القرار "كل أشكال التدخل الخارجي" التي قال إنها تُسهم في تأجيج الصراع، ويدعو جميع الجهات الداخلية والخارجية إلى احترام وحدة السودان وسلامته الإقليمية.
ويطالب كذلك بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بلا قيود، وضمان حماية المدنيين وفق القانون الدولي، بما في ذلك السماح للراغبين بمغادرة الفاشر.
ترحيب سوداني بالموقف الأميركي
كانت الخرطوم قد رحبت، أمس الخميس، بموقف الولايات المتحدة الذي حمّل قوات الدعم السريع مسؤولية التصعيد العسكري، واتهمها بارتكاب جرائم بحق المدنيين.
واتهم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قوات الدعم السريع بالتورّط في فظائع، من بينها اغتصاب النساء، مؤكداً أنها لا تلتزم بتعهداتها، وداعياً إلى فرض حظر على تزويدها بالسلاح، دون استبعاد إمكانية إدراجها على "قوائم الإرهاب" للمساعدة في حل الأزمة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
في المقابل، هاجمت قوات الدعم السريع التصريحات الأميركية، وقال الباشا طبيق، مستشار قائد قواتها، إن ما قاله روبيو "غير موفّق" ولا يخدم جهود الرباعية الدولية ولا المبادرة الأميركية الخاصة بالهدنة الإنسانية.
shutterstock
تحذيرات أممية وتصريحات سودانية
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلق بالغ إزاء "الفظائع الجماعية" في الفاشر، محذراً من تدهور خطير للوضع، ولا سيما مع تصاعد العنف في ولايتي كردفان.
وفي السياق نفسه، قال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم إن الحكومة "لم ولن تتفاوض" مع قوات الدعم السريع، معتبراً أنها "قوات قاتلة وتنتهك كل الأعراف الدولية".
أزمة إنسانية تتفاقم
يعاني السودان من وضع إنساني بالغ الصعوبة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/ نيسان 2023، وهي حرب أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت بنحو ثلاثة عشر مليوناً إلى النزوح واللجوء.
وطالع ايضا:
مجزرة جديدة في السودان وسط تصاعد القتال بكردفان وتحذيرات دولية
