الأطفال تحت حماية مشددة من الأهل.. أضرار قد لا تتوقعها

"هو أنا صغير يا ماما"، عبارة يرددها الأطفال كثيرًا عندما يشعرون بتدخل والديهم المستمر في حياتهم اليومية.

لكن ماذا يحدث عندما تتحول الحماية الزائدة من الوالدين إلى عادة تمس استقلالية الطفل ونمو شخصيته؟

خبراء الصحة النفسية يحذرون من أن هذا التدخل المستمر، رغم نواياه الطيبة، قد يؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية طويلة الأمد.

الحماية الزائدة وتأثيرها على ثقة الأطفال بأنفسهم

وفقًا لمصطفى الزريقي، استشاري الصحة النفسية والتخاطب، فإن حماية الوالدين المفرطة تحرم الأطفال من اتخاذ القرارات بأنفسهم، ما يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس واعتماد دائم على الآباء في كل خطوة، حتى أبسط الأمور مثل تجهيز حقيبة المدرسة أو ممارسة هواياتهم اليومية.

الاعتماد المفرط والخوف من التجربة

الأطفال الذين يعيشون في بيئة حماية زائدة يميلون إلى الاعتماد على الآخرين في كل شيء، ويخشون تجربة أي أمر جديد خوفًا من ارتكاب الأخطاء.

ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام

هذا الخوف المستمر من التجربة يقلل من قدرتهم على مواجهة تحديات الحياة بثقة ويعيق تطوير مهاراتهم.

تأثير الحماية الزائدة على المهارات الاجتماعية والعاطفية

يضيف الزريقي أن الأطفال المحميين بشكل مبالغ فيه غالبًا ما يعانون من صعوبة تكوين صداقات أو التعبير عن آرائهم ضمن المجتمع.

وقد تظهر لديهم سلوكيات عصبية أو عناد كنتيجة لمحاولاتهم إثبات الذات أو رفض التدخل المستمر للوالدين.

خطوات عملية للتخفيف من آثار الحماية الزائدة

معرفة الأهل بأن الحماية المفرطة تؤثر سلبًا على الأبناء هو أول خطوة نحو التغيير. وينصح الخبراء بما يلي:

منح الأبناء مساحة لاتخاذ القرار: بدءًا من الأمور البسيطة مثل اختيار الملابس أو تنظيم وقتهم، وزيادة مساحة القرار تدريجيًا.

تشجيع التجربة والخطأ: دعم الأطفال في اتخاذ القرارات الخاصة بهم، ومكافأة المحاولة حتى لو لم تكن النتائج مثالية.

تعزيز العلاقات الاجتماعية: تشجيع الأبناء على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمعسكرات الرياضية الجماعية.

تقديم الدعم النفسي المتوازن: التفاعل مع الأطفال بطريقة هادئة وموضوعية، مع منحهم فرصة التفكير واتخاذ القرار المناسب بأنفسهم.

طالع أيضًا 

هل تخاف من الظلام؟ اعرف السبب العلمي وراء رهاب الليل وطرق التغلب عليه