هل تشعر بالقلق كلما أطفأت الأنوار؟ هل يزداد خوفك مع حلول الليل؟ إذا كانت الإجابة “نعم”، فأنت لست وحدك.
فالخوف من الظلام – أو ما يُعرف طبيًا باسم رهاب الليل (Nyctophobia) – يُعد من أكثر أنواع الرهاب شيوعًا، خاصة بين الأطفال، وقد يمتد إلى مرحلة البلوغ، مسببًا اضطرابات في النوم والراحة النفسية، وفقًا لتقرير نشره موقع USA Today.
ويُشير المعهد الوطني للصحة العقلية الأمريكي (NIMH) إلى أن نحو 12.5% من الأمريكيين يعانون من أحد أنواع الرهاب خلال حياتهم، ومن بينهم عدد كبير يعاني من الخوف من الظلام بدرجات متفاوتة.
ما هو رهاب الليل؟
يُعرف رهاب الليل، أو رهاب الظلام (Ligophobia)، بأنه خوف غير مبرر من الأماكن المظلمة أو انطفاء الأنوار.
قد يشعر المصاب بالتوتر عند التواجد في غرفة مظلمة أو عند سماع أصوات غامضة لا يستطيع تفسيرها، مما يزيد من شعوره بالخطر.
ووفقًا لموقع WebMD، يبدأ هذا النوع من الرهاب عادة في مرحلة الطفولة، عندما يطلب الطفل من والديه البقاء بجانبه أثناء النوم أو التأكد من خلو الغرفة من “الوحوش” المتخيلة تحت السرير.
وعلى الرغم من أن أغلب الأطفال يتغلبون على هذا الخوف قبل بلوغهم سن 13 عامًا، إلا أن بعضهم يحتفظ به حتى الكبر.
لماذا يخاف البعض من الظلام؟
يقول الدكتور كيفن تشابمان، أخصائي علم النفس السريري ومؤسس مركز كنتاكي للقلق، إن رهاب الليل يرتبط غالبًا بـ القلق والتجارب السابقة، موضحًا أن الدماغ يربط الظلام بالخطر لأنه يفقد قدرته على رؤية ما يحيط به.
ويضيف: “الخوف من الظلام لا يعني أنك ضعيف، بل هو استجابة فطرية لحماية الجسم من المجهول، ولكن عندما يتجاوز هذا الخوف حدوده الطبيعية ويعطل حياتك اليومية، فإنه يتحول إلى حالة مرضية تتطلب علاجًا.”
أعراض رهاب الظلام
تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، لكن أبرزها تشمل:
توتر شديد عند إطفاء الأنوار
تسارع ضربات القلب والتعرق
صعوبة في التنفس أو الشعور بالدوخة
نوبات هلع أو بكاء لا إرادي (خصوصًا لدى الأطفال)
الأرق أو صعوبة النوم بمفردك ويحذر الأطباء من أن رهاب الليل لا يقتصر على الخوف فقط، بل يمكن أن يؤثر على جودة الحياة، فيمنع الشخص من القيادة ليلًا أو التواجد في أماكن ذات إضاءة خافتة.
الفرق بين الخوف الطبيعي والرهاب المرضي
من الطبيعي أن يشعر أي شخص ببعض القلق في الظلام، لكن الفرق الأساسي بين الخوف والرهاب هو في الدرجة والتأثير.
فإذا كان الخوف يعطل نومك، أو يجعلك تتجنب المواقف التي تتضمن الظلام بشكل دائم، فحينها يتحول إلى رهاب حقيقي يحتاج إلى تدخل علاجي.
طرق علاج رهاب الليل
الخبر الجيد أن رهاب الليل من أكثر أنواع الرهاب القابلة للعلاج. ويُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أنجح الوسائل في هذا المجال، إذ يهدف إلى تغيير أنماط التفكير السلبية التي تضخم مشاعر الخوف.
إحدى أهم تقنيات هذا العلاج هي العلاج بالتعرض التدريجي، الذي يعتمد على تعويد الشخص على التواجد في أماكن مظلمة بشكل متدرج حتى يدرك أن الظلام لا يشكل خطرًا حقيقيًا.
فيمكن البدء بالبقاء في غرفة مضاءة بضوء خافت، ثم الانتقال تدريجيًا إلى الظلام التام مع ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء.
نصائح للتغلب على الخوف من الظلام
ابدأ بالتدريج ولا تجبر نفسك على الجلوس في الظلام التام فجأة. استخدم ضوءًا خافتًا أثناء النوم بدلًا من الضوء القوي.
مارس تمارين التنفس العميق قبل النوم لتخفيف التوتر.
تجنب الكافيين في المساء لأنه يزيد من القلق.
تحدث عن مخاوفك مع مختص نفسي أو أحد المقربين. جرب تقنيات اليقظة الذهنية (Mindfulness) لتقوية التحكم في الأفكار.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كان الخوف من الظلام يمنعك من النوم أو القيام بأنشطتك اليومية، أو يسبب نوبات هلع متكررة، فيُوصى بمراجعة طبيب نفسي مختص.
فالعلاج المبكر يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويساعد على استعادة الهدوء والراحة أثناء الليل.
طالع أيضًا
هل تشعر بالاشمئزاز من خلية النحل؟.. كل ما تريد معرفته عن فوبيا الثقوب