يشهد قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية بعد غرق خيام واسعة للنازحين في مناطق المواصي جنوب القطاع، وصولًا إلى مناطق قريبة من شارع الرشيد في مدينة غزة.
وقال الصحفي علم صباح إن مياه البحر تقدمت بشكل كبير نحو تجمعات النازحين، ما أدى إلى غرق عشرات الخيام التي أقيمت قرب الشاطئ لغياب أي مساحة أخرى يمكن اللجوء إليها بعد السيطرة الإسرائيلية على أكثر من نصف مساحة القطاع.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الخيام المنتشرة حاليًا في غزة قديمة ومهترئة، وأن الشوادر التي تغطيها غير قادرة على مقاومة الأمطار أو الرياح، ما يجعل أي منخفض جوي كفيلًا بإغراق محتوياتها.
وتابع: "الكميات التي تدخل من الخيام والشوادر عبر المنظمات الأهلية والدولية قليلة جدًا ولا تلبي أدنى احتياجات النازحين، جزء من هذه المنظمات يتعمد عدم توزيع الخيام الجديدة بهدف إظهار مستوى المعاناة للحصول على المزيد من التمويل والمساعدات".
وكشف صباح أن حملات ضغط نظمها صحفيون مؤخرًا أجبرت بعض الجهات على توزيع جزء محدود من الخيام المخزنة، لكن التوزيع ما زال غير عادل وغير كافٍ مقارنة بحجم الكارثة.
وأضاف أن مشاهد الغرق تتكرر مع كل هطول للأمطار، حيث تتحول مخيمات المواصي إلى مستنقعات واسعة بسبب غياب الصرف الصحي تمامًا، وغياب أي أدوات لضخ المياه أو منع تجمعها.
واختتم حديثه قائلًا: "النازحون يجدون أنفسهم أمام مأساة مركبة: المياه تتسرب من سقف الخيام المهترئة، وفي الوقت نفسه تغمر المياه أرضية الخيمة بالكامل نتيجة تجمع الأمطار في الأراضي الرملية غير المجهزة، وخلال المنخفض الأخير وصلت المياه في بعض الشوارع لمستوى الركبة، بينما كان الدفاع المدني يتلقى عشرات نداءات الاستغاثة من عائلات غرقت خيامها ولم تستطع الخروج منها".