في وقت يظن فيه كثيرون أن الجلوس لفترات طويلة يؤثر فقط على اللياقة البدنية أو الوزن، تكشف دراسة أمريكية جديدة أن تأثيراته أخطر مما نتصور؛ فهي لا تهدد الصحة العامة فحسب، بل تمتد لتطال القدرات الحركية الأساسية لدى الشباب الأصحاء، مثل التوازن وطريقة المشي.
الدراسة تضع الضوء مجددًا على أهمية الحركة اليومية، حتى لدى الفئات العمرية التي نعتقد أنها في ذروة النشاط واللياقة.
دراسة: الجلوس لفترات طويلة يضعف التوازن لدى الشباب
أجرى باحثون من جامعة كلاركسون دراسة موسعة شملت 133 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، بهدف معرفة كيف يؤثر نمط الحياة الخامل على القدرات الحركية الأساسية.
ووفقًا لموقع Medical Xpress، توصل الباحثون إلى أن الجلوس المفرط قد يضعف التوازن والقدرة على التحكم أثناء المشي، حتى لدى من يُصنَّفون بأنهم «أصحاء».
كيف أجريت الدراسة؟
ارتدى المشاركون حساسات حركة صغيرة عالية الدقة، استخدمت لقياس أدائهم في مهام حركية متنوعة، من بينها الوقوف المتزن والمشي في خط مستقيم والاستدارة.
وبناءً على البيانات المسجلة، صنّف الباحثون المشاركين إلى 3 مجموعات وفقًا لمستوى نشاطهم الأسبوعي وكمية الوقت الذي يقضونه جالسين.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نتائج مفاجئة: النشاط البدني يخفف الضرر لكنه لا يلغيه
أظهرت الدراسة فروقات حركية واضحة بين الأشخاص الأكثر نشاطًا وأولئك الذين يعتمدون نمط حياة خاملًا:
الأكثر نشاطًا تمتعوا بتوازن أفضل وتحكم أعلى أثناء المشي، خاصة عند الاستدارة أو تغيير الاتجاه.
الأشخاص الذين يجلسون كثيرًا رغم ممارستهم الرياضة أظهروا أن النشاط البدني يساعد فعلاً في تخفيف آثار الجلوس السلبية، لكنه لا يلغيها تمامًا.
الأكثر خمولًا والأطول جلوسًا كانوا الأقل استقرارًا والأضعف في التحكم أثناء المشي.
ويقول الباحثون إن التدهور في التوازن يحدث تدريجيًا وبصمت، وقد لا يشعر به الشخص إلا في مراحل متقدمة، مما يجعل الوقاية اليومية عاملاً حاسمًا.
الوقاية: الحركة البسيطة تصنع فارقًا كبيرًا
تؤكد الدراسة أن النشاط البدني المنتظمeven بمستويات متوسطة كفيل بحماية مهارات التوازن وتعزيز القدرة على المشي.
كما يمكن أن يقلل من مشاكل الحركة طويلة الأمد ويحد من خطر الإصابات، خاصة لدى أولئك الذين يقضون ساعات طويلة أمام المكاتب أو الشاشات.
طالع أيضًا
6 أضرار خطيرة لـ استخدام اللاب توب على الرجلين دون وعي