قال الدكتور أمجد موسى، الأخصائي النفسي مختص في الصدمة النفسية وصديق عائلة الضحية نبيل صفية، إن جريمة القتل الأخيرة في كفر ياسيف لم تصب العائلة وحدها، بل أصابت المجتمع العربي كله بما وصفه بـ "الصدمة المجتمعية".
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن معرفته الشخصية بالضحية وعائلته جعلت الحدث "يصيب الدائرة الخاصة" لديه ايضا، مؤكدا ان ما جرى تجاوز الألم الفردي إلى ألم عام يشعر به كل أب وأم يخشون أن يكون أولادهم في موقع مشابه.
وتابع: "ما يضاعف حجم الصدمة هو أن نبيل كان قد أنهى دراسته حديثا وخرج فقط ليغير جوه قليلا، قبل أن تتلقى العائلة الخبر الصادم".
من المستوى الفردي إلى العام
واستطرد: "الجريمة تفتح الباب أمام شعور جماعي بأن كل واحد منا يمكن أن يكون مستهدفا في أي لحظة، وهو ما يجعل الآثار النفسية للحادثة تمتد من المستوى الفردي إلى المستوى العام".
وأشار موسى إلى أن المجتمع، حين يكون في حالة صدمة، يتصرف عادة بين نقيضين: "إما الركض الأعمى غير الهادف، أو الانكماش والانسحاب إلى الداخل".
واعتبر ان تكرار الحوادث، من كفر ياسيف إلى مناطق اخرى، خلق ما يشبه الحوادث الصادمة المتكررة التي ترسخ إحساس الخوف وتربك التفكير السليم وتمنع الأفراد من بلورة أدوات مواجهة فعالة.
رد فعل جماعي
وأوضح: "المطلوب اليوم ليس الاستسلام لهذا الشعور، بل بناء رد فعل جماعي يوازي حجم الصدمة، المجتمع بحاجة إلى التكاتف، ورفع الصوت، والوصول إلى كل المنابر المتاحة حتى تصل الصرخة بشكل مدوٍ، لكن الصمت والانكفاء يضاعفان الضرر يتحول العنف إلى واقع مألوف".
وحذر موسى من أن التعود على أخبار القتل اليومية هو الخلل الأكبر، لأن التعامل معها كأحداث عادية يفقد المجتمع إحساسه بالخطر الحقيقي ويمنع بناء رد فعل فعال.
وختم حديثه قائلًا إن مواجهة العنف تتطلب عملا في عدة اتجاهات، بينها المسؤولية المجتمعية والضغط على المؤسسات الرسمية لتقوم بدورها في جمع السلاح وملاحقة المجرمين.