قالت ريم سويد، عاملة اجتماعية متخصصة في التأهيل المهني في مؤسسة التأمين الوطني، إن دمج أشخاص مع إعاقات في سوق العمل ما زال يواجه صعوبات كبيرة تضاعفت خلال السنوات الماضية بفعل جائحة كورونا وما تبعها من تبعات اقتصادية واجتماعية.
وأضافت في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن قسم التأهيل المهني يعمل منذ سنوات على توفير برامج مهنية متطورة، إلا أن العوائق تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت.
وأشارت سويد إلى أن أحد أبرز هذه التحديات يتمثل في رؤية بعض المشغلين تجاه العامل ذي الإعاقة.
وقالت: "هناك تخوفًا دائمًا لدى عدد واسع من المشغلين من أن يكون الشخص المعاق عبئًا أو مصدر تحديات إضافية داخل مكان العمل، الأمر الذي يجعلهم يفضلون تعيين موظفين لا يحتاجون التكيّف مع ظروف العمل، إلا أن هذه الرؤية الخاطئة تشكل عقبة مركزية في إدماج أصحاب الهمم في القطاعين العام والخاص".
وأضافت أن البنية التحتية في المجتمع العربي، خاصة في المناطق الطرفية، ما زالت غير مهيأة بشكل كاف لاستقبال العاملين من ذوي الإعاقات.
وذكرت أن "العديد من المباني ليست ملائمة من الناحية الفيزيائية"، إلى جانب وجود تحديات اخرى متشابكة، ما يجعل الحلول بحاجة إلى معالجة متعددة المستويات بدل الاقتصار على عامل واحد.
فجوة بين النوايا والتطبيق
وتابعت: "المشكلة لا تتعلق فقط في النوايا الطيبة التي يعبر عنها المشغلون في النقاشات النظرية، بل في الفجوة الكبيرة بين النوايا والتطبيق".
وأوضحت أن بعض المشغلين يلتفون على القانون من خلال تشغيل أشخاص بتحديات بسيطة للغاية، لا تشكل في الواقع تحديًا حقيقيًا، بهدف الإيفاء الشكلي بالمتطلبات القانونية دون تحقيق الدمج الفعلي.
وفي حديثها عن الأدوات المهنية المتاحة، قالت سويد إن مؤسستها "تعمل وفق مبدأ الإيمان بقدرات كل شخص، إذ يحمل كل فرد عوالم كاملة من المميزات التي يمكن أن تشكل أساسًا قويًا للاندماج المهني".
وأشارت إلى أن برامج التأهيل التي توفرها المؤسسة "غنية ومكثفة"، وتهدف إلى تزويد أصحاب الإعاقات بالأدوات والمهارات اللازمة لدخول سوق العمل بثقة.
وأوضحت أن الفريق المهني يتواصل بشكل مباشر مع المشغلين لعرض المخاوف ومعالجتها، وشرح حجم الاستثمار المهني الذي تقدمه المؤسسة لكل متدرب في مسارات التأهيل.
وأضافت أن الهدف هو "بناء برامج متلائمة مع متطلبات السوق، ورفع الوعي تجاه قدرات الأشخاص مع إعاقات، وتشجيع المشغلين على منحهم فرصًا عادلة".