قال المحلل السياسي أحمد زكارنة إن اجتماع الدوحة والاقتراحات المطروحة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة تأتي في إطار ما وصفه بـ"وصاية أمريكية هجينة"، لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، بل تشمل الحكومة الإسرائيلية أيضا، وإن كان ذلك بصيغ مختلفة.
وفي حديث لإذاعة الشمس ضمن برنامج "أول خبر"، أوضح زكارنة أن الإدارة الأمريكية تتحكم بمسار القرار، حيث لا تحصل الحكومة الإسرائيلية على كل ما تريده، لكنها تنفذ ما يتوافق مع أولويات البيت الأبيض، في إطار توزيع أدوار وحصص تسعى من خلالها واشنطن إلى تلبية بعض مطالب الحكومة الإسرائيلية، مع الحفاظ على الحد الأدنى من مشاريعها السياسية في المنطقة.
وأشار زكارنة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسيطر حاليا على نحو 53% من مساحة قطاع غزة، إضافة إلى مساحات واسعة في الضفة الغربية، وتسعى إلى توسيع هذا النفوذ عبر ضم عملي وفعلي، حتى دون قرارات رسمية، معتبرا أن الخطة الأمريكية لم تغير الواقع الجغرافي القائم لا في غزة ولا في الضفة الغربية.
وأضاف أن الولايات المتحدة عملت منذ اللحظة الأولى لصالح الحكومة الإسرائيلية، ليس فقط دعما لها، بل أيضا في محاولة "إنقاذها من العزلة الدولية" التي بدأت ملامحها تظهر بعد مؤتمر نيويورك، عبر إعادة ضبط المشهد السياسي بما يخدم استمرار نفوذها في المنطقة.
وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني، رأى زكارنة أن الواقع الحالي أسوأ من عام 1967، مشيرا إلى أن الفعل الوطني بات أضعف، رغم اتساع التضامن الشعبي الدولي مع القضية الفلسطينية. واعتبر أن هناك فجوة واضحة بين حجم التعاطف الشعبي في الشارعين الأوروبي والأمريكي، وبين ترجمته السياسية على أرض الواقع، بسبب غياب توظيف فلسطيني وعربي فعال لهذه التحولات.
وختم زكارنة بالتأكيد على أن ما يجري في غزة لا ينفصل عن مشهد إقليمي أوسع، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية، بدعم أمريكي، إلى تكريس دورها كلاعب مركزي سياسيا وأمنيا واقتصاديا في الشرق الأوسط.