يُعد الحمل من أكثر التجارب إنسانيةً المليئة بالأمل والترقّب، لكن في بعض الحالات النادرة قد تسير الأمور في اتجاه غير متوقّع.
من بين هذه الحالات يظهر الحمل العنقودي، وهو اضطراب نادر في تكوّن المشيمة يمنع تطور جنين سليم داخل الرحم، ويستلزم تشخيصًا مبكرًا ومتابعة دقيقة لتفادي مضاعفات خطيرة.
ما هو الحمل العنقودي؟
الحمل العنقودي (Molar Pregnancy) هو أحد أنواع أمراض الأرومة الغاذية الحملية، وهي مجموعة اضطرابات تصيب أنسجة المشيمة.
في هذه الحالة، لا يتكوّن جنين طبيعي، بل تنمو أنسجة المشيمة بشكل غير طبيعي وسريع، فتملأ الرحم وتجعله يبدو أكبر من الحجم المتوقع لعمر الحمل.
أنواع الحمل العنقودي
ينقسم الحمل العنقودي إلى نوعين رئيسيين:
الحمل العنقودي الكامل:
لا يحتوي على أي جنين أو أنسجة جنينية، ويحدث نتيجة تخصيب بويضة فارغة بحيوان منوي واحد أو اثنين، ما يؤدي إلى نمو مشيمة غير طبيعية فقط.
الحمل العنقودي الجزئي:
يتضمن بعض الأنسجة الجنينية، لكن الجنين لا يكون قابلًا للحياة بسبب خلل في عدد الكروموسومات الناتج عن إخصاب غير طبيعي.
5 أعراض قد تشير إلى الحمل العنقودي
في مراحله الأولى، قد يشبه الحمل العنقودي الحمل الطبيعي، لكن مع مرور الوقت تظهر علامات مقلقة، أبرزها:
نزيف مهبلي داكن اللون قد يكون مستمرًا أو متقطعًا.
غثيان وقيء شديدان يفوقان المعتاد في الحمل الطبيعي.
تضخم غير طبيعي في حجم الرحم مقارنة بعمر الحمل.
آلام أو ضغط في منطقة الحوض مع شعور عام بعدم الراحة.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية مثل خفقان القلب والتعرق الزائد، نتيجة الارتفاع المفرط في هرمون الحمل (Beta-hCG).
أسباب الحمل العنقودي وعوامل الخطر
لا يزال السبب الدقيق للحمل العنقودي غير معروف، لكنه يرتبط غالبًا بخلل في الكروموسومات أثناء الإخصاب.
وتشمل العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة:
الحمل في سن أقل من 20 عامًا أو بعد 35 عامًا.
وجود تاريخ سابق للحمل العنقودي.
سوء التغذية، خاصة نقص فيتامين A.
التدخين أو ضعف الجهاز المناعي.
الحمل المتعدد أو الإجهاض السابق.
كيف يتم تشخيص الحمل العنقودي؟
يُكتشف الحمل العنقودي عادة في الأسابيع الأولى من الحمل من خلال:
الموجات فوق الصوتية (السونار) التي تُظهر صورة مميزة تشبه عناقيد العنب.
تحليل هرمون الحمل Beta-hCG الذي يكون مرتفعًا بشكل غير طبيعي.
الفحص النسيجي بعد إفراغ الرحم لتأكيد التشخيص في بعض الحالات.
طرق العلاج والمتابعة الطبية
يُعد التدخل المبكر أمرًا ضروريًا لتجنب المضاعفات، وتشمل خيارات العلاج:
التوسيع والكحت لإزالة أنسجة المشيمة غير الطبيعية.
استئصال الرحم في بعض الحالات الخاصة، خاصة لدى السيدات غير الراغبات في الإنجاب مستقبلًا.
بعد العلاج، تتم متابعة مستوى هرمون الحمل بانتظام، لأن ارتفاعه مجددًا قد يشير إلى استمرار الخلايا غير الطبيعية أو تحوّلها إلى ورم أرومي حملي، وهو نوع نادر من السرطان يمكن علاجه غالبًا بالعلاج الكيميائي.
وينصح الأطباء بتجنّب الحمل لمدة تتراوح بين 6 أشهر وعام حتى استقرار الهرمونات وضمان التعافي الكامل.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نصائح مهمة للوقاية والتعامل الآمن
المتابعة الدورية للحمل منذ بدايته.
الالتزام بتغذية صحية متوازنة، خاصة فيتامين A.
تجنّب التدخين والعوامل المؤثرة في جودة الإخصاب.
مراجعة الطبيب فور حدوث نزيف أو ألم غير طبيعي في بداية الحمل
طالع أيضًا