يرى الصحافي السوري حيدر مخلوف، أن الانتخابات المزمع إقامتها في سوريا ليست سوى "تعيين مسبق لا انتخابات حقيقية"، معتبراً أن الواقع الأمني والسياسي في البلاد يجعل إجراء انتخابات نزيهة أمراً مستحيلاً في الوقت الراهن.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "الحديث يدور حالياً حول استثناء بعض المحافظات مثل الحسكة والرقة والسويداء من العملية الانتخابية، حيث سيقوم الرئيس المؤقت أحمد الشرع باختيار أعضاء مجلس الشعب في تلك المناطق بشكل مباشر"، معرباً عن استغرابه من هذا الأساس التي سيتم على أساسه مثل هذه التعيينات.
وأكد أن غالبية المحافظات تشهد تعيينات من جانب السلطة الحاكمة في دمشق، دون إجراء أي عملية انتخابية حقيقية، خصوصاً في مناطق مثل السويداء وطرطوس واللاذقية وحمص.
وتابع: "سوريا غير مهيأة لأي انتخابات حقيقية، من يجرؤ على الترشح في هذه الظروف الأمنية المعقدة مقابل مرشحين يدعمهم النظام وأموال أجنبية، الانتخابات أصبحت واجهة مزيفة تخفي واقع تحكّم المال والسلاح في تشكيل مجلس الشعب".
ونوه مخلوف إلى أن نسبة كبيرة من السوريين تدرك أن الانتخابات ليست حرة أو نزيهة، مشيراً إلى أن السلطة تفرض أسماء محددة مسبقاً، ويجري ترشيح أشخاص تابعين لها بمال ودعم خارجي حتى يكونوا قادرين على السيطرة.
كما تحدث عن تضييق الخناق على الحريات، مشيراً إلى أن التظاهرات السلمية التي ينظمها بعض الشباب أمام البرلمان تقابل بالعنف والتهديد.
واستطرد: "الانتخابات الحالية هي محاولة استعجال من السلطة لإحداث انطباع إيجابي أمام المجتمع الدولي، خصوصاً قبل زيارة أحمد الشرع المرتقبة إلى نيويورك وموسكو، لكنها في الحقيقة مجرد كذب سياسي لا يعكس الواقع السوري".
وأضاف أن معظم القوى السياسية المعارضة، خاصة في شمال وشرق سوريا، تدعو لمقاطعة الانتخابات، وأن هناك تغييرات مقصودة في قانون الانتخابات، بما يضمن سيطرة تنظيمات معينة مثل هيئة تحرير الشام على بعض المناطق الإنتخابية، مما يزيد من فرص التحكم في النتيجة.
واختتم حيدر مخلوف مؤكدًا أن الانتخابات لن تكون نزيهة ولن تعكس إرادة الشعب السوري، وأن الواقع الفعلي في سوريا هو استمرار للسيطرة بالقوة والمال والإرهاب، بعيداً عن أي معنى ديمقراطي.