أفادت تقارير استخباراتية إسرائيلية، اليوم الخميس، أن حركة حماس بدأت بإعادة بناء شبكة الأنفاق في قطاع غزة، بالتزامن مع تكثيف عمليات التجنيد والتدريب استعدادًا لجولة جديدة من القتال.
وأشارت المصادر إلى أن هذه التحركات تأتي في ظل الهدوء النسبي الذي يشهده القطاع، لكنها تعكس استعدادًا استراتيجيًا طويل الأمد من قبل الحركة.
ولمزيد من التفاصيل كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر"، مع محمد ضراغمة، مدير مكتب قناة الشرق في رام الله.
ضراغمة تحدث عن الأوضاع المتوترة في قطاع غزة، مؤكداً أن الأمل في حل الأزمة لا يزال ضعيفًا، لكن المبادرات الوسطية تبقى الخيار الوحيد الممكن للتحرك والدفع باتجاه حل.
وأشار ضراغمة إلى أن الجيش الإسرائيلي يشدد قبضته على غزة من خلال اجتياحات شاملة ودمار واسع، بالرغم من النداءات الإنسانية والمراقبة الدولية التي تدعو لوقف العنف، مما يضع الفلسطينيين في وضع مأساوي يصعب معه الحفاظ على الأمل.
وأضاف أن إسرائيل تواصل تجاهل مطالب أي أطراف، وتلعب على تباين الضغوط الدولية، خاصة في ظل اعترافاتها المتزايدة بصعوبة استمرار التصعيد دون نتائج محددة.
وبيّن ضراغمة أن الدول العربية، لا سيما قطر التي اتخذت مواقف واضحة ضد سياسة إسرائيل، تعتبر في نظر إسرائيل جزءاً من المشهد المعقد رغم أنها لم تغير من السياسات الإسرائيلية، معتبرًا أن المصالح تلعب الدور الرئيسي، وأنه لا أصدقاء دائمين ولا أعداء في السياسة بل مصالح متغيرة.
وحول إمكانية التفاوض، رأى ضراغمة أن المجال النظري ما زال مفتوحًا، خصوصاً مع وجود أصوات داخل حماس تدعو لاتفاق تحفظ ماء الوجه دون خضوع كامل أو استسلام، لكنها تؤكد رفضها لأي شروط تجعل من غزة مجرد قاعدة عسكرية محدودة أو مسلحة بمعايير مشددة.
وأكد ضراغمة أن حجم الدمار في غزة وصل إلى ما يقرب من 70% من البنية التحتية للمدينة، وهو واقع قاسٍ يشير إلى توجه لإعادة تشكيل غزة بشكل كامل مع تهجير السكان، حيث صرح إسرائيليون ومراقبون بأهداف تجعل من غزة منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة مستقبلاً.
وقال إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة يراقبون بصمت، مما يزيد من مأساة السكان ويؤجج معاناة اللاجئين والنازحين.
وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي، اعتبر ضراغمة أن الإدارة الحالية في واشنطن ليست إلا امتدادًا للسياسات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الرئيس الحالي محاط بدائرة تقف بقوة إلى جانب تل أبيب، وأن الدعم الأمريكي لإسرائيل يتجاوز كل الإدارات السابقة، خاصة في القضايا الحساسة مثل اتفاقيات التطبيع والدعم العسكري.
وأشار إلى غياب المبادرات الجدية من واشنطن لوقف التصعيد، ما يعكس سيطرة اللوبي الإسرائيلي على القرارات الأمريكية.
وعلق ضراغمة على مؤتمر القمة العربي الإسلامي الأخير، معتبراً أنه لم يقدم مخرجات تخدم القضية الفلسطينية، بل زاد من إحباط الجماهير العربية بسبب ضعف المواقف الرسمية وتبعاتها في السياسة الإقليمية، و"استمرار إسرائيل بسياساتها العدوانية دون رادع".
في نهاية حديثه، أشار ضراغمة إلى أن الشعب الفلسطيني مر بتجارب إحباط طويلة الأمد مع تحولات سياسية متعددة، لكنه يؤمن بأن المستقبل يحمل فرصًا جديدة رغم وحشية الواقع، داعياً إلى تماسك الصف الفلسطيني والالتفاف حول الخيارات الوسطية لإنهاء معاناة المدنيين وإيجاد حل سياسي يوقف دوامة العنف والدمار.