الحرب على غزة
shutterstock

كيف بدأت الحرب على غزة؟ ومن أين بدأت؟

بدأت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 عندما شنت حركة حماس هجومًا غير مسبوق على إسرائيل، حيث أطلقت حماس نحو 5 آلاف صاروخ من غزة باتجاه مناطق وسط وجنوب إسرائيل تلاه توغل مسلحين من حماس عبر السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.


وخلال الهجوم، استهدف مسلحو حماس عدة بلدات إسرائيلية في "غلاف غزة" وشنوا عمليات هجومية مسلحة.


وأسفر هجوم حماس على إسرائيل، مقتل 1200 شخص، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى احتجاز عدد من المدنيين والجنود الإسرائيليين كرهائن.


وردًا على هذا الهجوم المفاجئ، في اليوم نفسه، أعلنت إسرائيل حالة حرب، وتعهدت بالقضاء على حكم حركة حماس وتقويض قوتها العسكرية في غزة، فضلا من استعادة الرهائن الإسرائيليين.


وشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق على مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث قامت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف مكثف لمواقع حماس وبنيتها التحتية، واستهدفت مقار القيادة والمواقع العسكرية داخل القطاع، وغارات مكثفة استهدفت المنازل والمدارس والمستشفيات، مما أدى الى سقوط الاف الضحايا والجرحى، ودمار هائل.


وفي التاسع من الشهر نفسه، فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا شاملاً على قطاع غزة، وأغلق جميع المعابر، مما قطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء عن القطاع.


وكما أُمر بإخلاء شمال القطاع تحضيرًا لقصفه، مما زاد من معاناة السكان المدنيين الذين تعرضوا لنزوح قسري.


لماذا هاجمت حماس إسرائيل؟ 

جاء الهجوم الذ ي قادته حماس في سياق تصعيد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خصوصًا بعد تصاعد الاستفزازات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، والاعتداءات المستمرة في القدس والضفة الغربية.


1) استمرار الحصار الإسرائيلي: حماس تعتبر أن الهجوم رد على استمرار الجيش الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وحصار قطاع غزة المستمر منذ سنوات، حيث يعيش سكان القطاع تحت ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة نتيجة الحصار.


2) التوترات في المسجد الأقصى: كان هناك تصاعد في التوترات حول المسجد الأقصى، خاصة مع تكرار اقتحامات المستوطنين والممارسات الأمنية الإسرائيلية حول الحرم الشريف. حماس، التي ترى نفسها حامية للقدس والمسجد الأقصى، شنت الهجوم كرد على ما تعتبره انتهاكات إسرائيلية مستمرة.


3) ردع إسرائيل: الهجوم كان محاولة من حماس لإظهار قوتها العسكرية وتوجيه رسالة ردع لإسرائيل، بأن الحركة لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات كبيرة ومؤثرة رغم الظروف الصعبة في غزة.


4) المفاوضات المتعثرة: يأتي الهجوم في سياق فشل المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.


وترى حماس أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحرير الأراضي الفلسطينية، بعد تراجع فرص الحلول السلمية.


5) التضامن مع الضفة الغربية: كانت هناك عمليات إسرائيلية متزايدة في الضفة الغربية، خاصة في جنين ونابلس، ما زاد من حدة التوترات، ولذلك هاجمت حماس إسرائيل، كدعم للفلسطينيين في الضفة الذين يعانون من سياسات الاستيطان والاعتقالات.


المراحل الحربية الإسرائيلية على غزة

في 20 أكتوبر 2023، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت عن خطة حربية تتألف من ثلاث مراحل:


المرحلة الأولى: هدفت إلى القضاء على المقاومين وتدمير البنية التحتية لحماس، وشملت قصفًا جويًا مكثفًا واجتياحًا بريًا.


المرحلة الثانية: هدفت إلى القضاء على جيوب المقاومة المتبقية.


المرحلة الثالثة: تضمنت إقامة نظام أمني جديد في غزة لضمان أمن إسرائيل.


وقال غالانت حينها: "نحن في حرب، ليس هناك خيار، إن السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو اليوم الذي بدأت فيه عملية محو حماس".


ماذا حصل في غزة نتيجة الحرب؟ 

تسببت الهجمات الإسرائيلية في دمار واسع في غزة وسقوط أكثر من 41 الف ضحية وأكثر من 92 ألف إصابة، وفق وزارة الصحة في غزة، ونحو 10 آلاف مفقود.


واستهدف الجيش الإسرائيلي العاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل نحو 200 موظف، وتمت مهاجمة قوافل الإغاثة وتدمير العديد منها.


وكما استُهدف ما لا يقل عن 172 صحفيًا، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية لمعظم المؤسسات الإعلامية في غزة.


واعتقلت السلطات الإسرائيلية 5 آلاف أسير من القطاع، بمقتضى قانون "المقاتلين غير الشرعيين"، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.


وارتكب الجيش الإسرائيل أكثر من 4650 مجزرة بحق المدنيين، الذين استُهدف معظمهم داخل منازلهم أو في مراكز الإيواء خلال حملة تهجير قسري استهدفت 90% من سكان القطاع، وفقا للهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني (حشد).


وكشفت تقديرات الأمم المتحدة، عن تكاليف إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.


وأوضحت تقديرات الأمم المتحدة عن تكاليف إعمار قطاع غزة بعد إنتهاء الحرب، فإنه سيحتاج لإزالة 40 مليون طن من الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق 15 عاما وتكلف ما بين 500 إلى 600 مليون دولار.


وأشارت الأمم إلى أن الركام ملوث بالأسبستوس ومن المحتمل أنه يحتوي على أشلاء بشرية.


وقدرت وزارة الصحة الفلسطينية في مايو الأخير، أن هناك نحو 10 آلاف جثة مفقودة تحت الركام.


وكما أوضح تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار وأثرت على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.


ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فهناك 1.9 مليون شخص على الأقل في أنحاء قطاع غزة نازحون، ومنهم من نزح أكثر من 10 مرات.


وكان عدد سكان قطاع غزة قبل اندلاع الحرب يبلغ 2.3 مليون نسمة.


وذكرت منظمة أوكسفام في تقرير لها خلال الفترة الأخيرة، أن مدينة غزة فقدت تقريبا كل قدرتها على إنتاج المياه، إذ تعرض 88 % من آبار المياه بها و100% من محطات تحلية المياه لأضرار أو تدمير.


وتوضح بيانات فلسطينية أن نحو 80 ألف منزل دُمرت في الحرب.


الهدنة بين إسرائيل وحماس

بدأت الهدنة في 24 نوفمبر 2023 لمدة أربعة أيام، وتم تمديدها لاحقًا ليومين إضافيين.


أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن غرفة عمليات في الدوحة تراقب سير الهدنة وتحرير الرهائن، حيث تواصلت مع الجانب الإسرائيلي ومكتب حماس في الدوحة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.


بنود الهدنة:

وقف إطلاق النار: وقف جميع الأعمال العسكرية من الطرفين في جميع مناطق قطاع غزة.


إيقاف الحركة العسكرية: وقف حركة آليات الجيش الإسرائيلي العسكرية المتوغلة.


إطلاق سراح الأسرى: الإفراج عن 50 امرأة وقاصر تحت سن 19 من الأسرى لدى حماس مقابل الإفراج عن 150 امرأة وقاصر من المعتقلين في السجون الإسرائيلية.


حركة الطيران: إيقاف حركة الطيران فوق شمال غزة من 10 صباحًا حتى 4 مساءً، وإيقافها تمامًا فوق جنوب القطاع خلال مدة الهدنة.


حرية الحركة: ضمان حرية حركة المواطنين من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين.


المساعدات الإنسانية: إدخال شاحنات محملة بالمساعدات والوقود إلى غزة، مع تحديد 200 شاحنة إغاثية يوميًا، بالإضافة إلى أربع شاحنات تحمل الغاز والوقود.


ودور الوساطة لعبت دولة قطر دور الوسيط الرئيسي بين حماس وإسرائيل، حيث تتواجد مكاتب حماس السياسية في الدوحة.


وكما ساهمت الولايات المتحدة في إجراء اتصالات مع قطر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الاتفاق، بينما كانت لمصر، التي تملك حدودًا برية مع قطاع غزة عبر معبر رفح، دورها في المفاوضات.


إطلاق سراح الأسرى

في يوم الهدنة الأول 24 نوفمبر: أفرجت حماس عن 13 أسيرًا إسرائيليًا بينهم أربعة أطفال وأمهاتهم ونساء مسنات، بالإضافة إلى 10 تايلنديين وفلبينيين كانوا يعملون في مستوطنة.


واستلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسرى الإسرائيليين ونُقلوا عبر معبر رفح.


وكما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن وصول 196 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، وهي أكبر قافلة منذ بداية الحرب، حيث تم إدخال 129 ألف لتر من الوقود وأجلي 21 مريضًا من شمال القطاع.


وفي الوقت نفسه، أطلقت إسرائيل سراح 39 امرأة وطفل فلسطيني مدانين بتهم تتعلق بحيازة أسلحة.


في اليوم الثاني، 25 نوفمبر: أعلنت حماس عن تأجيل الجولة الثانية من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين نتيجة لمخالفة إسرائيل لبنود الهدنة.


وأكد القيادي في حماس، أسامة حمدان، أن عدد الشاحنات التي دخلت غزة لم يكن مطابقًا لما تم الاتفاق عليه، حيث دخل 65 شاحنة فقط إلى شمال القطاع.


وفي المساء، تم حل الخلاف، حيث سلمت حماس الدفعة الثانية من الرهائن، وأفرجت عن 6 نساء و7 قاصرين و4 تايلنديين، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسلّمت إسرائيل 33 طفلا و6 نساء.


وفي اليوم الثالث: أعلنت كتائب القسام عن تسليم 13 أسيرًا إسرائيليًا و3 تايلنديين وروسيا واحدًا كجزء من الدفعة الثالثة، وأطلقت إسرائيل سراح 39 أسيرا فلسطينيا في سجونها.


وبدأت الأمور تتحسن في قطاع غزة، حيث توافد آلاف الفلسطينيين إلى الأسواق ومخازن المساعدات للحصول على المؤن التي بدأت تصل إلى القطاع في إطار الاتفاق. 


في اليوم الرابع: أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية عن الإفراج عن 30 قاصرًا وثلاث نساء من السجون الإسرائيلية في الدفعة الرابعة، بينما أفرجت حماس عن ثلاثة فرنسيين وألمانيين وستة أرجنتينيين، بالإضافة إلى ستة تايلنديين.


ومن جهة أخرى، أعلنت إسرائيل عن انتظار موافقة حماس على تمديد الهدنة ليوم إضافي مقابل إطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين.


وفي اليوم الخامس: أفرجت كتائب القسام بالتعاون مع سرايا القدس، عن قاصر وتسع نساء، من بينهن نمساوية واثنتان من الأرجنتين وفلبينية.


وتم تسليمهن إلى وفد من الصليب الأحمر الذي نقلهم عبر معبر رفح باتجاه إسرائيل.


وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 30 فلسطينيًا، نصفهم من القاصرين.


وفي تطور لافت، قام الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بزيارة إلى غلاف غزة برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث دُعي لاحقًا من قبل أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، لزيارة القطاع لرؤية الأضرار التي خلفها القصف.


وفي اليوم ذاته، أعلنت الإعلام الحكومي في غزة عن انتشال جثث 160 ضحية، في حين ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية تمنع إدخال شاحنة الوقود إلى شمال القطاع.


وفي اليوم السادس: سلمت كتائب القسام وسرايا القدس الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين، والتي تضمنت خمسة أطفال وسبع نساء، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس.


وفي المقابل، أفرجت إسرائيل عن 30 أسيرًا فلسطينيًا، مع تأكيد استعدادها لاستئناف العمليات العسكرية.


وقبل الإفراج عن الدفعة السادسة، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن 161 إسرائيليًا لا يزالون محتجزين في غزة.


وذكرت السلطات الإسرائيلية أنها أعدت قائمة بأسماء 50 معتقلًا فلسطينيًا للإفراج عنهم إذا واصلت حماس إطلاق سراح المحتجزين.


وفي اليوم السابع: أفرجت كتائب القسام عن عشرة إسرائيليين، بينما أفرجت إسرائيل عن 30 فلسطينيًا، بينهم 22 طفلًا وثماني نساء من إسرائيل.


وتبنت كتائب القسام هجومًا في القدس، أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وارتقاء منفذي الهجوم.


وفي الصباح، أعلنت حماس رفض إسرائيل تسلّم سبعة محتجزين من النساء والأطفال وجثامين ثلاثة آخرين، ما أدى إلى عدم تمديد الهدنة ليوم واحد بشروط الأيام الستة الماضية.


وأكدت حماس أن هذا العدد هو كل ما توصلت إليه من المحتجزين من هذه الفئة.


وفي المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن حماس قدمت قائمة بأسماء المفرج عنهم لا تفي بالمتطلبات الإسرائيلية، محذرة من عودة القتال إذا لم تتغير القائمة بحلول نهاية الهدنة.


مظاهرات للمطالبة بوقف إطلاق النار 

شهدت العديد من العواصم والمدن حول العالم، مظاهرات منددة باستمرار الحرب على غزة، ومطالبة لوقف إطلاق النار.


وتوزعت خريطة مظاهرات على عدد من القارات، المدن الأوروبية والعربية، وفيما يستمر الحراك الطلابي في جامعات العالم تضامنا مع فلسطين.


وتشمل التظارهات مُشاركة واسعة من مختلف الجماعات والمنظمات، بينها منظمات فلسطينية وعربية ومسلمة ويهودية، إلى جانب جماعات مناهضة للحرب.


وفي إسرائيل، نظم عشرات الآلاف من الإسرائيليين مظاهرة في ميدان المخطوفين وسط تل أبيب، مطالبين بضرورة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.


ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل حكومة بنيامين نتنياهو، وأخرين طالبوا وقف إطلاق نار دائم.


وشهدت بلدات إسرائيلية أخرى أيضاً احتجاجات مماثلة، في حيفا والقدس، بما في ذلك مظاهرة قبالة منزل نتنياهو في قيساريا ومظاهرات في هرتسليا.


عام مضى على الحرب، ولكن الجروح ما زالت مفتوحة، والأوضاع على الأرض لم تتغير كثيرًا، ومطالبات مستمرة لإنهاء هذه المعاناة.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.