في عالم الطب الحديث، حيث تتنوع الأساليب العلاجية، يبرز العلاج بالتبريد كأحد الأساليب البارزة في معالجة الألم وتعزيز الشفاء.
حيث يعتمد هذا العلاج على استخدام درجات حرارة منخفضة جدًا لتأثيرات متعددة على الجسم، مما يجعله خيارًا مثيرًا للاهتمام في معالجة مجموعة متنوعة من الحالات الصحية.
ما هو العلاج بالتبريد؟
العلاج بالتبريد، هو تقنية فعالة تُستخدم في مجالات متعددة لتخفيف الألم وتحسين الصحة العامة.
ومع ذلك، يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي عند علاج حالات طبية معينة.
ويمكن أن يكون العلاج بالتبريد مفيدًا للعديد من الحالات الصحية، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الفوائد، مثل تخفيف الألم، وتقليل الالتهاب، وتحسين المزاج، وتعزيز الشفاء.
ومع ذلك، من المهم اتباع الإرشادات الصحيحة والاحتياطات اللازمة لتجنب الآثار السلبية المحتملة وضمان تحقيق الفوائد المرجوة.
ووفقًا لموقع " Cleveland Clinic "، يُعرف العلاج بالتبريد أو العلاج بالتجميد على أنه تقنية علاجية تستخدم درجات حرارة شديدة البرودة لتخفيف الألم وعلاج مختلف الحالات الصحية.
ويمكن أن يتم العلاج بالتبريد على كامل الجسم أو على أجزاء معينة من الجسم، وهناك عدة طرق لاستخدام العلاج بالتبريد، منها غرف التبريد الكاملة أو تطبيقات الثلج الموضعية.
تقنية العلاج بالتبريد
تقنية العلاج بالتبريد تعتمد على استخدام درجات حرارة منخفضة جدًا لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الصحية وتخفيف الآلام وتعزيز الشفاء.
ويتم ذلك من خلال عدة آليات:
1- تضييق الأوعية الدموية: البرودة تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى المنطقة المصابة ويخفف الالتهاب والتورم.
2- تحفيز الجهاز العصبي المركزي: البرودة الشديدة تحفز الجهاز العصبي المركزي، مما يزيد من إنتاج الإندورفينات (هرمونات السعادة) ويساعد على تخفيف الألم.
3- زيادة تدفق الدم بعد الجلسة: بعد انتهاء جلسة العلاج، يعود الدم بسرعة إلى المنطقة المعالجة، مما يعزز تدفق الأكسجين والمغذيات ويسرع عملية الشفاء.
4- استرخاء العضلات: البرودة تساعد في استرخاء العضلات وتقليل التشنجات.
العلاج الموضعي بالتبريد
يتم فيه تطبيق البرودة مباشرة على منطقة معينة من الجسم باستخدام أجهزة خاصة، مثل الحقن بالنيتروجين السائل أو الجل البارد.
يُستخدم هذا النوع لعلاج الإصابات الرياضية، الالتهابات الموضعية، وآلام العضلات والمفاصل.
العلاج الكلي للجسم بهذه التقنية
يتم تعريض الجسم بالكامل لدرجات حرارة شديدة البرودة لفترة قصيرة، عادة تتراوح بين 2 إلى 4 دقائق.
يتم ذلك في غرفة تبريد خاصة أو كبسولة تبريد تستخدم النيتروجين السائل لتبريد الهواء المحيط.
العلاج بالتبريد يقدم مجموعة من الفوائد الصحية التي يمكن أن تساهم في تحسين العديد من الحالات الجسدية والنفسية، ومنها:
1- تخفيف الألم والالتهاب: يساعد في تخفيف الألم والالتهاب الناتج عن الإصابات الرياضية أو الحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل.
2- تقليل التورم: يقلل من التورم والألم في العضلات والمفاصل بعد التمارين الشاقة.
3- تعزيز الانتعاش العضلي: يعزز الشفاء السريع للعضلات بعد التمارين الرياضية المكثفة.
4- تسريع شفاء الإصابات: يساهم في تسريع شفاء الإصابات الرياضية مثل التواء الكاحل أو الشد العضلي.
5- تحفيز الدورة الدموية: يحفز الدورة الدموية، مما يساعد على زيادة تدفق الأكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة.
6- تحسين إزالة السموم: يسهم في تحسين عملية إزالة السموم من الجسم.
7- تقليل التوتر والقلق: يساعد في تقليل التوتر والقلق بفضل التأثير المهدئ للبرودة.
8- تحسين الحالة المزاجية: يساهم في تحسين الحالة المزاجية وزيادة مستويات الطاقة.
9- تحسين جودة النوم: هناك بعض الأدلة على أنه يمكن أن يحسن جودة النوم من خلال تخفيف التوتر وتهدئة الجسم.
10- تحسين مظهر الجلد: يُعتقد أنه يمكن استخدامه في أعمال التجميل لتحسين مظهر الجلد وتقليل التجاعيد.
11- علاج الأمراض الجلدية: يمكن أن يساعد في علاج الأمراض الجلدية مثل الصدفية والأكزيما من خلال تخفيف الحكة والالتهاب.
12- تعزيز جهاز المناعة: يُقال إنه يمكن أن يعزز جهاز المناعة من خلال تحسين الدورة الدموية وزيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء.
13- تخفيف أعراض الصداع النصفي: يساهم في تخفيف أعراض الصداع النصفي عن طريق تبريد وتخدير الأعصاب الموجودة في الرقبة.
أضرار العلاج بالتبريد
على الرغم من الفوائد العديدة للعلاج بالتبريد، هناك بعض الأضرار والمخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار، منها:
1- قضمة الصقيع: يمكن أن يؤدي التعرض المطول للبرودة الشديدة إلى قضمة الصقيع، حيث تتجمد الأنسجة الجلدية.
2- الحروق الباردة: قد يتسبب الاتصال المباشر بالأسطح الباردة أو السوائل النيتروجينية في حدوث حروق باردة على الجلد.
3- تلف الأعصاب: التعرض للبرودة الشديدة يمكن أن يتسبب في تلف الأعصاب في المناطق المعالجة.
4- تفاقم الحالات الصحية: الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة مثل أمراض القلب، ضغط الدم المرتفع، الحساسية للبرودة، أو مرض رينود، قد يعانون من تفاقم أعراضهم بسبب العلاج بالتبريد.
5- العدوى: في بعض الحالات، يمكن أن تحدث العدوى في المناطق التي يتم فيها تطبيق العلاج بالتبريد، خاصة إذا كانت هناك جروح مفتوحة أو تقرحات.
6- تهيج الجهاز التنفسي: التعرض المفاجئ للبرودة الشديدة قد يسبب تهيج الجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى ضيق التنفس أو تفاقم حالة الربو.
7- عدم الراحة أو الألم: قد يشعر البعض بعدم الراحة أو الألم أثناء أو بعد جلسات العلاج بالتبريد، خاصة في المرات الأولى.
تأثير العلاج بهذه التقنية على الجسم
العلاج بالتبريد يؤثر على الجسم بطرق متعددة، سواء كان موضعيًا أو كليًا، ويعتمد على استخدام درجات حرارة منخفضة جدًا لفترة زمنية قصيرة.
وفقًا لموقع WebMD، تتضمن التأثيرات الرئيسية للعلاج بالتبريد ما يلي:
1- تعزيز الشفاء: بعد انتهاء جلسة العلاج، يعود الدم بشكل مكثف إلى المنطقة المعالجة، مما يعزز تدفق الأكسجين والمغذيات ويسرع عملية الشفاء.
يُستخدم العلاج بالتبريد في الطب الرياضي لتسريع التعافي بعد التمارين الشاقة، حيث يساعد في تقليل الالتهاب والتورم الناتج عن التمارين المكثفة.
2- تحسين نسيج الجلد: يمكن أن يساعد العلاج بالتبريد في تحسين نسيج الجلد وتقليل ظهور التجاعيد عن طريق زيادة إنتاج الكولاجين، بالإضافة إلى تقليل حب الشباب والالتهابات الجلدية الأخرى.
3- تحسين المزاج: تؤدي البرودة الشديدة إلى إفراز الإندورفينات والهرمونات الأخرى التي تحسن المزاج وتقلل من الشعور بالإجهاد.
4- تعزيز الجهاز المناعي: تشير بعض الدراسات إلى أن العلاج بالتبريد يمكن أن يعزز الجهاز المناعي عن طريق تحفيز إنتاج الخلايا المناعية وتحسين استجابتها.
طالع أيضًا