منذ عقود طويلة، لطالما كانت البطاطس تُعتبر ضيفًا غير مرحب به على موائد الصحة، إذ ارتبطت بزيادة الوزن وأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني.
لكن ماذا لو كانت هذه الفكرة مغلوطة؟ ماذا لو كانت البطاطس، تلك النبتة المتواضعة التي لطالما تجاهلها الكثيرون، تحمل في جعبتها أسرارًا صحية غير متوقعة؟
دراسة حديثة قلبت المفاهيم رأسًا على عقب، لتكشف عن فوائد مذهلة لهذا المكون الغذائي البسيط، مثيرةً بذلك تساؤلات حول ما نعتقد أننا نعرفه عن التغذية، هل آن الأوان لإعادة التفكير في مكانة البطاطس على طاولتنا؟
دراسة حديثة تكشف عن فوائد غير متوقعة للبطاطس
تحدّت دراسة حديثة الفكرة الشائعة التي تعتبر البطاطس أقل صحية مقارنة بالخضروات الأخرى، حيث كشفت عن فوائد صحية غير متوقعة مرتبطة بالاستهلاك المنتظم لها.
شملت الدراسة 77 ألف نرويجي على مدى 40 عامًا، ووجدت أن تناول البطاطس بانتظام يمكن أن يكون له آثار إيجابية على الصحة.
فقد ارتبط استهلاك ما لا يقل عن حبتين من البطاطس يوميًا بانخفاض معدل الوفيات بنسبة 12٪ على مدى العقود التالية، بالإضافة إلى تقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب.
جدل حول البطاطس وصحة القلب
في عام 2000، كان الدكتور فيدون ليندبرج قد أثار جدلًا واسعًا في النرويج عندما نصح بتقليل استهلاك البطاطس لتجنب زيادة الوزن والسكري من النوع الثاني.
لكن النتائج الجديدة تقدم منظورًا مختلفًا، حيث يقول الباحث إريك أرنيسين من معهد العلوم الطبية الأساسية بجامعة أوسلو: "الانخفاض في معدل الوفيات الذي لاحظناه يمكن مقارنته بما نراه بين الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الخضروات بشكل عام".
ورغم النتائج الإيجابية، لا تزال البطاطس غير مدرجة في قائمة "5 حصص يوميًا" من الفواكه والخضروات الموصى بها في المبادئ التوجيهية الغذائية النرويجية.
يوضح أرنيسين أن البطاطس غالبًا ما تعتبر أقل صحية من الخضروات الأخرى، مما دفع إلى عدم إدراجها في التوصيات.
لكنه أشار إلى أن أحدث التوصيات الغذائية في بلدان الشمال الأوروبي بدأت تعترف بدورها في النظام الغذائي الصحي.
دراسة موسعة لتحديد فوائد البطاطس
أجريت الدراسة بالتعاون بين باحثين من جامعة أوسلو والمعهد النرويجي للصحة العامة، وشملت بيانات من مسوحات صحية وطنية أجريت بين عامي 1974 و1988.
وقد أظهر التحليل أن استهلاك البطاطس كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 4٪ لكل 100 جرام من البطاطس يتم تناولها يوميًا.
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت البطاطس المسلوقة تعتبر مصدرًا رئيسيًا للألياف الغذائية في النرويج، بالإضافة إلى تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامين C والبوتاسيوم، مما يعزز صحة القلب.
على الرغم من النتائج الإيجابية، يشير أرنيسين إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات الصحية للبطاطس بشكل كامل، خاصةً عند مقارنة البطاطس المسلوقة بالمنتجات المصنعة مثل البطاطس المقلية والمهروسة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والملح.
طالع أيضًا
مفاجأة صادمة| شريحة بطاطس قد تكون مضرة مثل سيجارة!