تخيل أن فيتامين د، الذي يُعتبر عنصرًا أساسيًا لنمو الأطفال وصحتهم، يمكن أن يتحول إلى عدو خفي إذا تم استهلاكه بكميات زائدة.
في حين أن التعرض للشمس وتناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين يعتبران آمنين، فإن تناول جرعات كبيرة من مكملاته قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة لدى الرضع.
في هذا المقال، سنكشف عن الجانب الآخر لهذا الفيتامين الهام، ونستعرض كيف يمكن أن يصبح ضرره أكثر من نفعه إذا لم يتم التعامل معه بحذر.
تُعتبر سمية فيتامين د حالة نادرة تحدث عندما يتواجد في الجسم كميات مفرطة من فيتامين د.
أهمية فيتامين د
يلعب فيتامين د دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة العامة، حيث يساهم في نمو العضلات وتطورها، وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي، ودعم صحة الهيكل العظمي، وغيرها من الفوائد.
ومع ذلك، فإن الإفراط في تناول فيتامين د قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة. فما هي أعراض تسمم فيتامين د لدى الرضع؟
أعراض تسمم فيتامين د لدى الرضع
تظهر أعراض تسمم فيتامين د لدى الرضع والأطفال الصغار بشكل مختلف عن تلك التي تظهر عند البالغين.
وقد تشمل هذه الأعراض، المرتبطة بارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، ما يلي:
1- خمول مستمر وشعور الطفل بالنعاس.
2- ظهور علامات سوء التغذية وفقدان الشهية.
3- بكاء غير طبيعي وتهيج دائم.
4- التقيؤ وآلام في البطن، بالإضافة إلى الإمساك أو الإسهال.
5- الحمى.
6- ارتفاع ضغط الدم عند الفحص السريري.
وأظهرت إحدى الدراسات المتعلقة بسمية فيتامين د عند الرضع أن أحد الأعراض قد يتمثل في تأخر نمو الطفل.
أما بالنسبة للبالغين، فقد يعانون من مجموعة متنوعة من الأعراض مثل فقدان الشهية، والغثيان، والتقيؤ، والصداع، والإمساك، والارتباك، والجفاف، وآلام العظام والظهر والعضلات، بالإضافة إلى العطش الشديد، والدوخة، وزيادة التبول، وغيرها من الأعراض.
متى تحدث سمية فيتامين د عند الرضع؟
سمية فيتامين د عند الرضع لا تنجم عن النظام الغذائي أو التعرض المفرط لأشعة الشمس، بل تحدث نتيجة تناول جرعات كبيرة من مكملات فيتامين د.
يرجع ذلك إلى قدرة الجسم على تنظيم كمية فيتامين د الناتجة عن التعرض للشمس، كما أن الأطعمة المعززة بفيتامين د لا تحتوي على كميات كبيرة منه.
لذلك، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإعطاء الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بالكامل أو جزئيًا مكملات فيتامين د بجرعة 400 وحدة دولية يوميًا.
ومع ذلك، إذا تم إعطاء الطفل كميات أكبر من الموصى بها من مكملات فيتامين د لفترات طويلة، فقد يؤدي ذلك إلى التسمم وظهور أعراض سمية فيتامين د لدى الرضع.
كيف يتم تشخيص سمية فيتامين د عند الرضع؟
يشخص الأطباء سمية فيتامين د عند الرضع عبر الخطوات التالية:
1- جمع التاريخ الطبي الكامل للطفل.
2- إجراء فحص جسدي شامل.
3- إجراء بعض الاختبارات مثل تحاليل الدم التي تشمل مستويات الكالسيوم وفيتامين د، وفحوصات وظائف الكلى، والأشعة السينية، ورسم القلب الكهربائي للبحث عن علامات زيادة الكالسيوم في الدم.
كيف يتم علاج سمية فيتامين د؟
يهدف علاج سمية فيتامين د بشكل أساسي إلى تقليل مستويات الكالسيوم المرتفعة في الدم وتخفيف الجفاف. تشمل العلاجات ما يلي:
1- وقف تناول الطفل لمزيد من فيتامين د.
2- اتباع نظام غذائي منخفض الكالسيوم وفيتامين د.
3- إعطاء الطفل سوائل وريدية لتقليل مستويات الكالسيوم.
4- استخدام مدرات البول لزيادة إفراز الكالسيوم في البول.
5- العلاج بالبريدينزون (Prednisone) لتقليل امتصاص الكالسيوم في الأمعاء.
6- إعطاء الكالسيتونين (Calcitonin) والبايفسفونيت (Bisphosphonates) للطفل.
طالع أيضًا
فوائد تناول موزتين يوميًا: تأثير مذهل على الكوليسترول والقلب