يعتبر الحمل مرحلة تحول عميقة في حياة المرأة، حيث يتجاوز تأثيره الجسدي الهرمونات والتغيرات الجسدية ليطال أيضًا أعماق الدماغ.
تشير دراسات حديثة إلى أن الحمل لا يغير فقط جسم المرأة، بل يعيد تشكيل قدراتها العقلية والمعرفية، مما يفتح الباب لفهم أعمق لكيفية تأثير هذه المرحلة الحياتية على الصحة النفسية والعصبية.
تأثير الحمل على جسم المرأة
يتسبب الحمل في تغييرات كبيرة تطرأ على جسد المرأة، تشمل التغيرات الهرمونية وتلك المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية والتنفس والهضم والإخراج.
ومع ذلك، كشفت دراسة جديدة أن الدماغ أيضًا يتعرض لتغيرات ملحوظة، بعضها عابر وبعضها يستمر لفترات طويلة.
رسم خريطة التغيرات الدماغية
أعلن باحثون يوم الإثنين أنهم تمكنوا لأول مرة من رسم خريطة للتغيرات التي تطرأ على الدماغ نتيجة الحمل.
اعتمدت الدراسة على 26 عملية مسح تمت على مدى فترة طويلة، بدءًا من ثلاثة أسابيع قبل الحمل، مرورًا بأشهر الحمل التسعة، وصولًا إلى العامين التاليين للولادة.
وثقت الدراسة انخفاضًا واسع النطاق في حجم المادة الرمادية، المعروفة بقشرة الدماغ، وهي الطبقة الخارجية المتجعدة. بالمقابل، شهدت المادة البيضاء الداخلية زيادة في سلامتها. يرتبط هذان التغيران بارتفاع مستويات هرموني الاستراديول والبروجسترون.
استندت الدراسة، وهي الأولى من نوعها، إلى حالة إليزابيث كراستيل، خبيرة علم الأعصاب الإدراكية في جامعة كاليفورنيا بمدينة إرفاين، التي شاركت في إعداد الدراسة.
كراستيل، التي أنجبت طفلًا سليماً يبلغ من العمر الآن أربعة أعوام ونصف، كانت تبلغ من العمر 38 عامًا عند إجراء الدراسة.
مشروع الدماغ الأمومي
ذكر معدو الدراسة أنهم لاحظوا نمطًا مشابهًا لدى العديد من النساء الحوامل الأخريات، ضمن مشروع بحثي مستمر يُعرف باسم "مشروع الدماغ الأمومي"، والذي يهدف إلى زيادة عدد الحالات المدروسة إلى المئات.
عبّرت كراستيل عن دهشتها من قلة المعلومات المتاحة عن التغيرات التي تحدث في الدماغ أثناء الحمل، مشيرةً إلى أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام العديد من الأسئلة الجديدة.
وأكدت أنها لم تكن على علم بالتغيرات التي تظهر في دماغها خلال فترة الدراسة، ولم تشعر بأي اختلاف ملحوظ.
وأضافت، في إشارة إلى الأعراض المعروفة بـ "غموض دماغ الأم" التي تعاني منها بعض النساء الحوامل، قائلةً: "يتحدث بعض الناس عن دماغ الأم، ولكني لم أختبر ذلك حقًا".
طالع أيضًا
