في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين.
لكن مع زيادة استخدامها، انتشرت تساؤلات حول قدرتها على التنبؤ بالأمراض.
هل يمكن أن تكون هذه الأجهزة المتطورة قادرة على كشف العلامات المبكرة للأمراض قبل ظهور الأعراض؟
هل يمكن للساعات الذكية التنبؤ بالأمراض؟
ذكر بعض المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي أن الساعات الذكية، مثل ساعة آبل، يمكن أن تتنبأ بالإصابة بالأمراض.
تعمل هذه الأجهزة وأجهزة تتبع اللياقة البدنية الأخرى عن طريق مراقبة إشارات الجسم بشكل مستمر، مستخدمةً خوارزميات التعلم الآلي لتحديد أي تغييرات في مستويات الشخص الطبيعية.
وفقًا لموقع "هيلث"، تعتمد معظم هذه الأجهزة على تقنية التصوير الضوئي (PPG)، وهي طريقة بصرية غير جراحية تقيس تدفق الدم باستخدام الضوء وأجهزة الاستشعار، مما يساعد في الكشف عن التغيرات في حجم الدم على سطح الجلد.
يقول توماس مادوكس، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة واشنطن: "يتم استخدام PPG لمراقبة معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وتشبع الأكسجين، وناتج القلب، ويمكن أيضًا استخدامها للكشف عن الرجفان الأذيني".
كما تستطيع بعض الأجهزة القابلة للارتداء رصد مقاييس أخرى مثل عدد الخطوات والطوابق التي صعدها الشخص، وطول الخطوة، والسعرات الحرارية المحروقة، وجودة النوم.
مؤشرات على الصحة
على الرغم من أن أجهزة التتبع، مثل تطبيق آبل فيتالس، لا تشير بشكل صريح إلى أن الأشخاص مرضى أو على وشك الإصابة بمرض، إلا أنها تجمع وتحلل المقاييس المرتبطة بالجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم الوظائف المختلفة في الجسم، بما في ذلك الاستجابة المناعية.
كما أوضح الدكتور فارون ميشرا، الأستاذ المساعد في جامعة نورث إيسترن، أن أي انحراف عن الأنماط الأساسية قد يشير إلى أن الجسم يتعامل مع الإجهاد أو أنه في مرحلة محاربة العدوى.
يشير ميشرا إلى أن "معدل ضربات القلب المرتفع أثناء الراحة أو النوم قد يدل على أن الجسم يعمل بجهد أكبر للحفاظ على التوازن الداخلي، وهو ما قد يكون علامة مبكرة على المرض".
حدود التنبؤ
بينما تستطيع هذه الأجهزة الإشارة إلى وجود شيء غير طبيعي في الجسم، يتفق الخبراء على أنها ليست موثوقة بما يكفي للتنبؤ بالأمراض بشكل سريري.
ومع ذلك، أظهرت بعض الأبحاث قدرة الأجهزة القابلة للارتداء على اكتشاف أمراض مثل كوفيد-19 والإنفلونزا قبل ظهور الأعراض. فقد وجدت دراسة أجرتها بريناي بينت من جامعة ديوك في عام 2021 أن الذين ارتدوا أساور E4، التي تقيس مقاييس مثل معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجلد والحركة، استطاعوا اكتشاف الإنفلونزا قبل 24 ساعة من ظهور الأعراض.
نظرًا لأن تشخيص العلامات المرضية يعد أمرًا معقدًا، يوصي الخبراء دائمًا باستشارة أخصائي رعاية صحية لتأكيد النتائج وتلقي الإرشادات اللازمة حول الخطوات التالية.
طالع أيضًا