يُعد الملح أحد المكونات الأساسية في تحضير الطعام ويضفي نكهة محببة على الأطباق، لكنه يحمل في طياته خطراً على الصحة عند استهلاكه بكميات تتجاوز الحدود الموصى بها.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الإفراط في تناول الملح قد يؤدي إلى مشكلات صحية جسيمة، بدءًا من ارتفاع ضغط الدم وحتى زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وبينما يواصل العلماء البحث في تأثيرات الملح الضارة، تتضح أهمية الحد من استهلاكه واتخاذ خطوات نحو تعزيز أساليب أكثر صحية في تذوق الطعام وحمايته.
الملح وتأثيراته الصحية الضارة
وقد سلطت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Gastric Cancer الضوء على الأثر السلبي للملح.
وقدمت الدراسة التي شملت 471,144 فردًا من قاعدة بيانات المملكة المتحدة البيولوجية تحليلاً حول العلاقة بين تكرار إضافة الملح إلى الأطعمة وخطر الإصابة بسرطان المعدة.
وذكر الباحثون: "في حين رُبط استهلاك الملح الغذائي بخطر سرطان المعدة في الدراسات الآسيوية، إلا أن البيانات من الدول الغربية لا تزال قليلة، وخاصة في دراسات الحالات والشواهد.
لذا هدفنا هو تقييم تكرار إضافة الملح إلى الطعام وعلاقته بخطر سرطان المعدة بين البالغين في المملكة المتحدة."
وخلال فترة متابعة امتدت بمتوسط 10.9 سنوات، رُصدت 640 حالة إصابة بسرطان المعدة.
ومن بين عوامل الخطر المرتبطة بسرطان المعدة كان استهلاك الأطعمة المحفوظة بالملح أحد العوامل الرئيسية.
أهمية تغيير العادات المرتبطة باستخدام الملح
يمكن أن يؤثر الإفراط في إضافة الملح إلى الأطعمة على الصحة بشكل خطير، ويرتبط بتفاقم ارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية ومشاكل الكلى.
كما تحتوي العديد من الأطعمة المصنعة والمعلبة على كميات كبيرة من الصوديوم، ما قد يؤدي إلى تجاوز الحد اليومي دون وعي.
يسهم تقليل الملح في تحسين الصحة العامة، إذ يساعد في تعديل تفضيلات الذوق مع الوقت، ما يُمكن الناس من تقدير نكهات الطعام الطبيعية وتقليل الرغبة في الأطعمة المالحة.
وبدلاً من إضافة المزيد من الملح، يمكن تعزيز النكهة باستخدام الأعشاب، التوابل، عصير الليمون، أو الخل، ما يُضفي طعماً لذيذاً دون المخاطر الصحية.
بالنسبة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، يُعد تقليل الملح أمراً ضرورياً، إذ يسهم هذا التعديل البسيط في العادات الغذائية في تحسين الصحة العامة ويقلل من الاعتماد على الأدوية، ما يمهد الطريق لحياة صحية على المدى البعيد.
طالع أيضًا