دعت الحكومة السورية المؤقتة مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإجبار إسرائيل على وقف هجماتها العسكرية وانسحابها الفوري من المناطق التي توغلت فيها شمال سورية.
وجاء ذلك في رسالتين متطابقتين وجههما السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ تشكيل الحكومة الجديدة.
أول تحرك دبلوماسي للحكومة الجديدة
تم توجيه الرسالتين بتاريخ 9 ديسمبر، بعد أيام قليلة من سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وإنهاء حكم عائلته الذي استمر لأكثر من 50 عامًا.
وأكد السفير الضحاك في رسالته أن هذه الدعوة تأتي في وقت حاسم، حيث تمر سورية بمرحلة جديدة تهدف إلى بناء دولة تقوم على الحرية وسيادة القانون، وتحقيق الاستقرار والازدهار.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
انتهاكات إسرائيلية متصاعدة
اتهمت الرسالة إسرائيل بتكثيف عملياتها العسكرية داخل سورية، مشيرة إلى توغل الجيش الإسرائيلي في مناطق جديدة تشمل جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة، إضافة إلى قصف مكثف استهدف مواقع مدنية وعسكرية في دمشق ومناطق أخرى.
ووصفت الحكومة السورية المؤقتة هذه الهجمات بأنها انتهاك خطير لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 350.
كما اعتبرت ذلك انتهاكاً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ومخالفاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن 242 و338 و497.
مطالب الحكومة المؤقتة
دعت الحكومة السورية المؤقتة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى:
1. إجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها العسكرية.
2. الانسحاب الكامل من الأراضي السورية التي توغلت فيها مؤخراً.
3. ضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات مستقبلاً.
4. الالتزام الكامل باتفاق فض الاشتباك والاحترام التام لولاية قوة الأندوف.
رد إسرائيل: البقاء لحماية الأمن
في المقابل، أعلنت إسرائيل أنها ستبقي قواتها متمركزة في المنطقة العازلة بالجولان ، حيث أصدر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أوامر للجيش بالاستعداد للبقاء في المنطقة خلال فصل الشتاء.
وبرر كاتس هذه الخطوة قائلاً إن "الوضع الأمني في سوريا يتطلب وجوداً عسكريًا في قمة جبل الشيخ".
كما أشار إلى أن التحركات الإسرائيلية الحالية في المنطقة العازلة تهدف إلى حماية الأمن الوطني، خاصة في ظل غياب سلطة سورية قادرة على تطبيق اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن انهيار حكومة الأسد يعني عدم وجود سلطة لتطبيق اتفاقية فض الاشتباك التي أدت إلى إنشاء المنطقة العازلة بعد حرب عام 1973، وإن إسرائيل ستبقى هناك فقط حتى يتم التوصل إلى ترتيب مناسب.
غارات إسرائيلية وتصعيد ميداني
منذ سقوط النظام السوري، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية على مواقع داخل الأراضي السورية، مستهدفة مخازن أسلحة ومواقع عسكرية.
ووسّعت وجودها الميداني داخل المنطقة العازلة، وهو ما أثار إدانات دولية، اعتبرت التحركات الإسرائيلية تقويضاً للقانون الدولي وتهديداً للاستقرار الإقليمي.
وفي سياق متصل، نددت دول عدة بالتحركات الإسرائيلية الأخيرة، واعتبرتها تجاوزاً لاتفاقات دولية سابقة، وطالبت باحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وطالع ايضا:
خطة الهروب..كيف خدع بشار الأسد مساعديه وحكومته قبيل هروبه من سوريا؟