كشفت دراسة عن أن الأشخاص الذين يتعرضون لأحداث مؤلمة في مرحلة الطفولة، هم أكثر عرضة حالات صحية متعددة الأمد عند البلوغ.
وتضمنت نتائج الدراسة أن كل حدث صادم أو مرهق إضافي يحدث خلال مرحلة الطفولة يزيد من احتمالات إصابة الشخص بأمراض مزمنة متعددة في وقت لاحق من الحياة بنسبة 13% تقريبا.
للحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية، في "بيت العيلة" مع الدكتور أمجد موسى، الأخصائي النفسي والمتخصص في علاج الصدمات، والذي قال إن تجارب الطفولة السلبية يُمكن تعريفها على أنها وضع يكون فيه الطفل غير قادر على التطور شعوريا وفكريًا وسلوكيًا وتصرفاتيا بالشكل المناسب لقدراته، نتيجة الحوادث والأزمات المتكررة التي تحد من هذا التطور.
وتابع: "عندما تستمر التجربة السلبية لفترة طويلة، تحفز جهاز المناعة للبقاء على أهبة الاستعداد للدفاع عن الجسم وعن الحالة النفسية بشكل أو بآخر، ولكن على المدى البعيد، لن يستطيع جهاز المناعة البقاء على أهبة الاستعداد طوال الوقت، وبالتالي يتم دفع ثمن غالي، مثل ضعف جهاز المناعة، وإفرازات مُختلفة في الدماغ، إضافة إلى العديد من الأضرار الجسدية الأخرى".
وشدد على أنه ليس كل شخص يمر بصدمة في طفولته، بالضرورة يعاني من الأمراض مستقبلًا، مشيرًا إلى أن العامل الوراثي والجينات لها دور في هذا الأمر، وأن هناك بعض الصدمات تختلف عن غيرها.
كما أكد على أهمية العلاج الطبي النفسي، مرافق للأدوية، مع ضرورة أن تتوفر الخبرة الكافية لدى الأهل للتعامل مع الطفل في مثل هذه الحالات وتوفير بيئة آمنة له للتعبير عن مشاعره الداخلية.