أزمة كبيرة تتحول إلى مشكلة رأي عام في حيفا، بعد أن قررت إدارة مدرسة "رعيلي" اليهودية، إلغاء محاضرة لناشطة عربية، ضمن البرنامج التحضيري لصف الثاني عشر، كان من المقرر أن تقام أمس الاثنين.
الناشطة السياسية خلود أبو أحمد، تعرضت للتحريض ضدها، وتلقت تهديدات بالقتل والاعتداء، فما القصة؟ استمعوا لها ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس.
تقول خلود أبو أحمد، إنها كانت بصدد أن تلقي محاضرة عن قضايا المجتمع العربي بالداخل، وعن المبادرة في المجتمع العربي والمبادرة المشتركة من قبل جمعية مبادرات، وعن السياحة بالداخل، لكن إدارة المدرسة تواصلت معها وأبلغتها بالاعتذار عن عدم إمكانية تقديم المحاضرة، "حفاظا على سلامتها".
وتضيف خلود أنها كانت تعتقد أنه تم إلغاء اليوم بالكامل، ولكن اتضح أن محاضرتها فقط هي التي ألغيت، بينما أقيمت محاضرة أخرى للصحفي إيرن سينجر.
وأكدت أن المدرسة لم تفحص موضوع المحاضرة، وأنها خضعت لضغوطات يمينية لتضطر للإلغاء، وأوضحت "أبو أحمد" أنها في البداية ظنت أن الحديث يدور عن طلاب ثانوية، يرفضون وجود محاضرة عربية.
واستطردت: "لكن مع تطور الأحداث فهمنا أنه كان هناك شيء ممنهج أكثر تدخّل فيه عضو بلدية من حيفا وهو يانيف بن شوشان من الليكود، والذي أخذ على عاتقه التواصل مع وزارة التربية قبل المحاضرة بيوم للضغط على إلغاء المحاضرة"، مؤكدة أن الأمر لم يأت من الطلاب وإنما هم تحصيل حاصل.
وأشارت خلود إلى أن الموضوع تحول لموضوع رأي عام في حيفا، خاصة وأن الرأي العام الإسرائيلي منذ وقت الحرب وهناك تصعيد بالتعامل مع العرب، مؤكدة أنه لا مجال للتعبير عن الرأي، في أوساط الشباب والأهالي على حد سواء.
وانتقدت تصرفات الأهالي قائلة إنهم "بدلا من حرصهم على الديمقراطية وتربية أبنائهم على حرية التعبير نراهم يحاولون إسكات المجتمع العربي بالكامل".
وأوضحت الناشطة السياسة، أن الأمر ليس وليد الحرب فقط ولا أحداث 7 أكتوبر، وإنما "قبل أكتوبر كان الوضع سيء، لكن الأصوات المعتدلة أصبحت تختفي، ومن سنة لسنة نصبح في وضع أسوأ، نتيجة صدمة ما حدث في الحرب وأمور أخرى".
وأكدت خلود أن التهديدات على وسائل التواصل "لا تتوقف"، وأنها تلقت تهديدات مباشرة بالقتل أو الاعتداء عليها وعلى أسرتها.