الصرع عند الأطفال: أسبابه، أعراضه، وسبل العلاج

لطالما شكل الصرع تحديًا كبيرًا للأطفال وعائلاتهم، حيث يمكن أن تؤثر النوبات المفاجئة على حياة الطفل اليومية وتحدّ من قدرته على التركيز والتفاعل مع الآخرين.

ورغم تعقيدات هذا الاضطراب العصبي، فإن الأمل لا يزال قائمًا، حيث تشير الدراسات إلى أن معظم الأطفال المصابين يتغلبون عليه مع تقدمهم في العمر.

فما هي أسباب الصرع عند الأطفال؟ وكيف يمكن التعامل معه من خلال الإسعافات الأولية والتغذية السليمة؟

في هذا المقال، نستعرض العوامل المرتبطة بهذا المرض وطرق التحكم فيه لضمان حياة أكثر استقرارًا للأطفال المصابين،  ولكن وفقًا لموقع Hindustan Times، يمكن تحسين التعامل معه من خلال فهم أسبابه واتباع إرشادات غذائية مناسبة.

ما هو الصرع؟

الصرع هو اضطراب عصبي يتكون من متلازمات متعددة، وهو مرض دماغي مزمن غير معدٍ يمكن أن يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار وفي أي مرحلة من حياتهم.

تعتمد أدمغتنا على الإشارات الكهربائية للتحكم في الجسم، وعند حدوث اضطراب في هذه الإشارات، قد يؤدي ذلك إلى نوبات صرعية.

أعراض الصرع عند الأطفال

تشمل الأعراض الشائعة لنوبات الصرع:

1- ارتعاش الذراعين والساقين

2- تصلب الجسم

3- فقدان الوعي

معظم النوبات ليست مهددة للحياة، وتتوقف من تلقاء نفسها في غضون فترة قصيرة.

هل يشفى الأطفال من الصرع؟

يشير الخبراء إلى أن نحو 80% من الأطفال المصابين بالصرع يتخلصون منه مع بلوغهم سن الثامنة عشرة.

ومع ذلك، فإن النشاط غير المنتظم في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في التركيز والانتباه ومعالجة المعلومات، بالإضافة إلى صعوبة التحكم في الانفعالات، مما قد ينتج عنه سلوك عدواني.

أسباب الصرع عند الأطفال

يوضح الدكتور سايلي بيدكار، استشاري طب أعصاب الأطفال بمستشفى كوكيلابين ديروبهاي أمباني في مومباي، الهند، أن هناك عدة أسباب للإصابة بالصرع لدى الأطفال، ومنها:

1- إصابات الدماغ أثناء الولادة: مثل نقص الأكسجين أثناء الولادة بسبب تعقيدات المخاض.

2- نقص السكر في الدم بعد الولادة: قد يؤدي إلى تلف دماغي يسبب الصرع لاحقًا.

3 -النزيف داخل البطين أو اضطرابات الدماغ عند الولادة المبكرة: قد تؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد تزيد من خطر الإصابة بالصرع.

4- التهابات الدماغ: مثل التهاب السحايا (حمى الدماغ)، الذي قد يؤدي إلى نوبات صرعية.

5- إصابات الرأس أو الدماغ الرضحية: تعتبر من الأسباب الشائعة للإصابة بالصرع عند الأطفال.

6- التشوهات الدماغية: مثل عدم التواء الدماغ أو صغر حجم الدماغ، مما يؤدي إلى خلل وظيفي عصبي.

7- العوامل الوراثية: يمكن أن يكون التاريخ العائلي عاملاً في الإصابة بالصرع.

الإسعافات الأولية للنوبات الصرعية

في حال شاهدت طفلًا يعاني من نوبة صرعية، يمكنك اتخاذ الخطوات التالية لضمان سلامته:

1-  البقاء هادئًا وعدم الذعر.

2- إبعاد أي أشياء خطرة قد تؤذي الطفل أثناء النوبة.

3- فك الملابس الضيقة مثل الطوق أو الحزام، ووضع وسادة ناعمة تحت رأس الطفل.

4- إمالة الطفل على جانبه (الأيمن أو الأيسر) لمنع الاختناق.

5- عدم محاولة تقييد الطفل أو إيقاف حركته بالقوة.

6- عدم وضع أي شيء في فمه أو إعطائه أي طعام أو شراب أثناء النوبة.

7- البقاء مع الطفل حتى تهدأ النوبة تمامًا.

التغذية ودورها في السيطرة على الصرع

يعد العلاج الغذائي من الأدوات المهمة وغير المستغلة بشكل كافٍ في إدارة الصرع لدى الأطفال.

أظهرت الأبحاث أن النظام الغذائي الكيتوني، الذي يعتمد على تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون الصحية، يمكن أن يساعد في تقليل عدد النوبات الصرعية وتحسين جودة حياة الأطفال المصابين.

يُنصح الأطفال المصابون بالصرع باتباع أنظمة غذائية متوازنة غنية بالبروتينات والدهون الصحية، مثل البيض، لضمان الحصول على العناصر الغذائية الكافية.

ومع ذلك، يتطلب هذا النظام التزامًا صارمًا وإشرافًا طبيًا دقيقًا من قبل أطباء الأعصاب وأخصائيي التغذية، لمتابعة نمو الطفل وتوازنه الغذائي، وتجنب الآثار الجانبية المحتملة مثل الإمساك أو الحماض أو نقص العناصر الغذائية.

أمل في حياة طبيعية

على الرغم من التحديات التي يواجهها الأطفال المصابون بالصرع، فإن الالتزام بالعلاج المناسب يمكن أن يمنحهم فرصة لعيش طفولة طبيعية، حيث يتمكنون من التركيز في الدراسة، وممارسة الأنشطة اليومية، والاستمتاع بالحياة دون تدخل طبي مستمر.

من خلال فهم الأسباب، وتقديم العلاج المناسب، واتباع الإرشادات الطبية والغذائية، يمكن للأطفال المصابين بالصرع أن يعيشوا حياة صحية ومستقرة.

طالع أيضًا

اليوم العالمي للكيتودايت.. ما أهمية هذا النظام الغذائي وهل يناسب الجميع؟