تشهد الولايات المتحدة موسمًا صعبًا من انتشار الإنفلونزا، حيث تتفاقم أعداد المصابين وسط موجة عدوى رباعية تشمل كوفيد-19، الإنفلونزا، الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والنوروفيروس، مما يشكل ضغطًا غير مسبوق على النظام الصحي.
عيش الغراب وسر مناعته الفائقة.. دراسة جديدة تكشف فوائده في مكافحة الإنفلونزا
في ظل هذه التحديات، يبحث العلماء عن طرق طبيعية لتعزيز المناعة وتقليل مخاطر العدوى الفيروسية.
كشفت دراسة حديثة أن عيش الغراب قد يكون له دور فعال في تقليل خطر الإصابة بالإنفلونزا بفضل مركب طبيعي يُعرف باسم بيتا-جلوكان، وهو نوع من الألياف الذائبة التي تعزز جهاز المناعة وتقلل من الالتهابات الرئوية.
فكيف يمكن لهذا المركب أن يكون خط الدفاع الجديد ضد الفيروسات؟
بيتا-جلوكان.. درع طبيعي ضد الفيروسات
لطالما اشتهر عيش الغراب بفوائده الصحية العديدة، حيث أظهرت دراسات سابقة قدرته على تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، تحسين وظائف الدماغ، ودعم صحة القلب.
أما الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون من جامعة ماكجيل الكندية ونشرت في مجلة Nature Immunology، فقد كشفت أن بيتا-جلوكان الموجود في عيش الغراب يعزز المناعة بشكل ملحوظ، حيث يعمل على:
1- تحفيز جهاز المناعة على إنتاج خلايا أكثر مقاومة للفيروسات.
2- تقليل التهابات الرئة، مما يخفف من حدة الإنفلونزا عند الإصابة.
3- تعزيز استجابة الجهاز المناعي دون التسبب في التهابات مفرطة.
تحسين وظائف الرئة وتقليل معدل الوفيات
أجرى الباحثون تجارب على الفئران لمعرفة تأثير بيتا-جلوكان في مقاومة الإنفلونزا، وأظهرت النتائج أن:
1- الفئران التي تناولت بيتا-جلوكان شهدت تحسنًا في وظائف الرئة مقارنةً بالمجموعة الأخرى.
2- انخفض معدل الوفيات الناتجة عن العدوى الفيروسية بشكل كبير.
3- تحسنت استجابة الجهاز المناعي وأصبحت أكثر توازنًا وفعالية.
يقول الدكتور مازيار ديفانجاهي، عالم المناعة في جامعة ماكجيل: "من المثير التفكير في أن مستويات بيتا-جلوكان في الجسم قد تؤثر على استجابة الجهاز المناعي للعدوى، مما يجعل عيش الغراب وسيلة طبيعية لتعزيز الحماية المناعية."
كيف يساعد بيتا-جلوكان في الوقاية من الإنفلونزا؟
إلى جانب دوره في تعزيز المناعة، يُعرف بيتا-جلوكان بفوائده الصحية الأخرى، حيث:
1- يساهم في تقليل امتصاص الكوليسترول، مما يدعم صحة القلب.
2- يحفّز الجهاز المناعي على إنتاج مواد كيميائية تحارب العدوى.
3- يقلل من الالتهابات، مما يجعله فعالًا في محاربة الفيروسات دون التسبب في استجابات مناعية ضارة.
وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، يمكن تضمين 750 ملجم من بيتا-جلوكان في الأنظمة الغذائية للحد من مخاطر أمراض القلب، مما يعزز أهميته كعنصر غذائي مفيد.
دور خلايا الدم البيضاء في تعزيز المناعة
وجد الباحثون أن بيتا-جلوكان يعيد برمجة خلايا الجهاز المناعي، وخاصة العدلات (Neutrophils)، التي تعتبر خط الدفاع الأول في مواجهة العدوى.
1- الفئران التي تناولت بيتا-جلوكان امتلكت أعدادًا أكبر من كريات الدم البيضاء، ولكن بطريقة منظمة أكثر من المعتاد.
2- العدلات استجابت للعدوى بشكل متوازن، حيث قللت الالتهابات بدلاً من زيادتها.
3- بقيت هذه الخلايا نشطة لمدة تصل إلى شهر كامل بعد تناول بيتا-جلوكان، مما يشير إلى أن فوائده طويلة الأمد.
يقول الدكتور كيم تران، عالم المناعة في جامعة ماكجيل: "عادةً ما تُعرف العدلات بأنها خلايا تسبب الالتهابات، لكن ما اكتشفناه هو أن بيتا-جلوكان يمكنه تعديل وظيفتها، مما يقلل الالتهابات المفرطة في الرئتين ويحسن الاستجابة المناعية."
آفاق جديدة لتعزيز المناعة بطرق طبيعية
في ظل التحديات الصحية المتزايدة، تقدم هذه الدراسة أملًا جديدًا في إمكانية استخدام عيش الغراب كوسيلة طبيعية لتعزيز جهاز المناعة والحد من تأثير الأمراض الفيروسية.
إذا أكدت الدراسات المستقبلية هذه النتائج على البشر، فقد يكون بيتا-جلوكان إضافة فعالة للأنظمة الغذائية للوقاية من الأمراض الفيروسية وتحسين الصحة العامة.
الأبحاث مستمرة لتحديد الجرعة المثلى التي يمكن أن تعزز المناعة دون آثار جانبية.
طالع أيضًا