شهدت مناطق الساحل السوري، بما في ذلك محافظتا اللاذقية وطرطوس، أحداثًا دامية راح ضحيتها المئات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وفقًا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بأن العمليات العسكرية التي اندلعت يوم الخميس في سوريا، تسببت في مقتل 340 شخصًا، مع تسجيل الحصيلة الأكبر من الضحايا في مدينة بانياس، حيث قُتل 60 مدنيًا خلال هجوم مكثف شنّته قوات الأمن السورية والقوات الرديفة لها.
قوات الشرع ارتكبت انتهاكات جسيمة
وأكد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن القوات الحكومية ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، متهمًا إياها بارتكاب جرائم حرب في غياب أي رادع قانوني، وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإرسال فرق تحقيق مختصة لتوثيق هذه الانتهاكات وحماية المدنيين من التصعيد المستمر.
واندلعت الاشتباكات بعد سلسلة من الهجمات التي نُسبت لعناصر موالية للنظام السابق، استهدفت قوات الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، الذي يواجه تحديات كبرى في إعادة توحيد البلاد بعد الإطاحة ببشار الأسد.
فرض حظر تجوال في اللاذقية وطرطوس
وردت قوات الأمن بفرض حظر تجوال في اللاذقية وطرطوس، بالتزامن مع إطلاق عمليات تمشيط واسعة لملاحقة الجماعات المسلحة المرتبطة بالضابط السابق سهيل الحسن، أحد أبرز قادة النظام السابق.
وصرح مصدر أمني سوري لوكالة الأنباء السورية "سانا" بأن قوات الأمن مصممة على القضاء على المجموعات المسلحة واستعادة السيطرة الكاملة على المناطق المضطربة، مشيرًا إلى أن من يُسلم سلاحه سيحصل على معاملة قانونية عادلة في محاولة لتخفيف حدة التوتر.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أرتال عسكرية تدخل بانياس
وفي بانياس، دخلت أرتال عسكرية تابعة لوزارة الدفاع لدعم قوات الأمن العام، مع تأكيد القيادة الأمنية أنها ستتصدى بحزم لأي جهة تعمل خارج إطار الدولة، حفاظًا على وحدة البلاد وأمن المواطنين.
وامتدت عمليات التمشيط إلى القرى الجبلية الوعرة، حيث شهد السكان إطلاق نار كثيفًا، ما أثار مخاوف من توسع رقعة الاشتباكات. وأعلنت السلطات تمديد حظر التجوال، في ظل استمرار التوتر الأمني وغياب مؤشرات التهدئة، بينما أكدت القيادة الأمنية أنها تعمل وفق خطط دقيقة لحسم المواجهات بسرعة مع الالتزام بحماية المدنيين والبنية التحتية.
تهديدات إقليمية
تأتي هذه التطورات في وقت حرج تمر به سوريا، إذ يسعى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى تثبيت أركان الدولة بعد 13 عامًا من الحرب، في ظل استمرار بؤر التوتر الداخلي وتصاعد التهديدات الإقليمية.
وبينما تواصل القوات الحكومية عملياتها العسكرية لفرض السيطرة، تبقى آمال المدنيين معلقة على تدخل دولي يوقف دوامة العنف ويمهد الطريق نحو استقرار دائم يعيد لسوريا وجهها الذي أرهقته الحرب.
اقرأ أيضا
إسرائيل تصعّد خطواتها العسكرية لاستئناف الحرب وسط تعثّر المفاوضات