“المشتركة”.. حلمٌ تبخر وواقع لا يعيد التاريخ!

تابع راديو الشمس

“المشتركة”.. حلمٌ تبخر وواقع لا يعيد التاريخ!

“المشتركة”.. حلمٌ تبخر وواقع لا يعيد التاريخ!

الناصرة لحظة صدور نتائج انتخابات 2015 - تصوير نشطاء

لست متأكداً أنّ فكرة إعادة "القائمة المشتركة" إلى الأذهان قد تخرج الناس إلى الساحات والباحات فرحاً وإبتهاجًا! لست متأكداً أنّ الجماهير العربية تتناول هذا الموضوع في الصالات ولا في المقاهي على نقيض ما كان في العام الثوري 2015. نحن نتحدث عن مشهدين مختلفين تماماً. في تلك الإنتخابات تحقق الحلم وهبت الجماهير مزغردة وثملة من شدة الفرحة! كان المنتخب / المصوت العربي يلامس بدغدغاته أعماق نفسياته التي لطالما راودته ولم تكن ناجزة حتى ذاك العام الخيالي. الوهم بات حقيقة والكنز إنبثق متفجراً من أعماق الأرض وكأنه الإنفجار العظيم!

 

مع مر الوقت خاب الظن وبعد الحلم, حلّت الأضغاث وسكنت في النفوس خيبة الأمل وسرعان ما تفكك ال "بازل " والأحلام تفتتت إرباً إرباً وعاد السياسيون إلى غيّهم بالإقتتال والإعتراك وسرعان ما حلّت علينا وكالعادة الشرذمة والإنقسام والبتر تماماً كما هم الساسة وكما هي السياسة! مصالح ، مقاعد وفوائد ! سرعان ما عدنا إلى نهجنا المقيت والبائس وسرعان ما تخندقنا وتقوقعنا وعدنا إلى المراوحة مع نثر الإتهامات المتبادلة. سلوكيات كلاسيكية للفشل والقنوط! من دفع الثمن ومن أحسّ بالإحباط كنّا نحن. فلكل فعل، رد فعل. لقد إتضح للمرة المليون أنّ الطريق إلى الجحيم مرصوفة بالنوايا الحسنة! اليوم وبعد أن إنبرى أمامنا مشهد الوحدة مجدداً، بفضل النية الحسنة للدكتور منصور عباس، نجد أنفسنا، وصححوني إن كنت مخطئا، بعيدين عن هذه الفكرة وولادتها القيصرية الجديدة بعد الشرق عن الغرب، بعد الكرة الأرضية عن كوكب زحل!

 

هيهات ما بين اليوم والأمس! على أجندتنا اليوم قضايا حياتية ومصيرية، العنف والجريمة، الفقر والهدم والتهجير ! ما فائدة "المشتركة" بعد خراب بصرة!

 

الان، نريد إحياء الجثة الهامدة! نريد لملمة الركام ما بعد الدمار! أعرف، وأنا على يقين، بأن هذا الشعب قادر وأن العزيمة باقية خالدة وأننا لن نستسلم أبداً ولكن هذه الكلمات الممجوجة والفضفاضة نعرفها وندركها ونعرف مدى هشاشتها على ارض الواقع. حتى لو تحققت فكرة "المشتركة" وهي فكرة مباركة ومحمودة. لقد جاءت متأخرة، متلعثمة ومتلكئة ورغم ذلك وحينما ستستمعون إليّ في، برامجي في إذاعة "الشمس" أعدكم بأنّ وتيرة حماستي بدعم ولادة هذه الفكرة لن تنخفض. الفكرة نبيلة ولكنها جاءت بالأمس بدلاً من اليوم! خسارة !!

 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول