كشفت صحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية تفاصيل الساعات التي سبقت قرار استئناف القتال في غزة، حيث شنت إسرائيل غارات عنيفة فجر الثلاثاء، ما أدى إلى ارتقاء مئات الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن القرار جاء بعد تعثر المفاوضات بشأن تبادل الأسرى مع حركة حماس، وفقًا لمصدر إسرائيلي لم يُكشف عن هويته.
إسرائيل تلقت تحديثاً يفيد برفض حماس تقديم تنازلات
وأكد المصدر أن إسرائيل تلقت تحديثًا من الوسطاء يفيد برفض حماس تقديم تنازلات في المحادثات، مما دفع القيادة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار بالتصعيد العسكري.
وأشار التقرير إلى دور محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار القائد السابق لحماس الذي قُتل في أكتوبر الماضي، في عرقلة الاتفاقات، إذ رفضت حماس إطلاق سراح الأسرى وفقًا لمقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي قُدم في الدوحة الأسبوع الماضي.
ويقضي المقترح الأميركي بأن تطلق حماس سراح خمسة رهائن أحياء إلى جانب جثث عدد من القتلى مقابل وقف إطلاق نار مؤقت لبضعة أسابيع، إلا أن حماس عرضت فقط إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر وإعادة جثث أربعة رهائن، وهو ما رفضته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب واعتبرته "غير مقبول".
حماس تصر على تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق
ووفقًا للتقرير، كانت حماس تصر على تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، ما يعني فعليًا إنهاء الحرب، بينما تمسكت إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى، الأمر الذي أدى إلى فشل المفاوضات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تنفيذ إجراءات استباقية
وفي اجتماع أمني عُقد مساء الإثنين، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش إيال زامير إلى تنفيذ "إجراءات استباقية"، مؤكدين أنه لا يمكن الجمع بين وقف إطلاق النار والمفاوضات، وهي وجهة نظر حظيت بإجماع المشاركين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس جهاز الأمن العام (شاباك) رونين بار، الذي دعم فكرة أن التصعيد العسكري قد يضغط على حماس لدفعها نحو اتفاق شامل.
وأكد مصدر إسرائيلي للصحيفة أن الولايات المتحدة تدعم قرار استئناف القتال بنسبة "100%"، فيما صرح المتحدث باسم المجلس الوطني الأميركي برايان هيوز بأن حماس كان بإمكانها تمديد وقف إطلاق النار عبر إطلاق سراح الرهائن لكنها اختارت الحرب بدلاً من ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وهو شخصية رئيسية في المحادثات، أطلع المبعوث الأميركي ويتكوف على المستجدات قبل الضربة العسكرية.
تل أبيب لم تكن بحاجة لضوء أخضر من واشنطن
وأضاف مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب لم تكن بحاجة إلى ضوء أخضر من واشنطن، إذ أكد ترامب أن القرار النهائي بيد إسرائيل، بينما تأمل القيادة الإسرائيلية بأن تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على الوسطاء لدفع حماس نحو التفاوض.
ووفقًا لمصدر مطلع، يبذل الوسطاء جهودًا مكثفة لإعادة الطرفين إلى طاولة المحادثات، لكن إسرائيل أوضحت أنه من الآن فصاعدًا، لن تُجرى أي مفاوضات إلا تحت نيران الحرب، متعهدة بتصعيد عملياتها العسكرية كل بضعة أيام حتى تستجيب حماس لشروط الصفقة.
اقرأ أيضا
سحورهم الموت| مأساة إنسانية بعد استئناف القصف الإسرائيلي على غزة قبل الفجر