مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي يواجه تحديًا جديدًا يتمثل في تراجع استعداد جنود الاحتياط للعودة إلى الخدمة. هذا التردد، الذي بدأت ملامحه تظهر بشكل أوضح خلال الأسابيع الأخيرة، لا يرتبط فقط بالجانب العسكري، بل يتداخل مع تطورات سياسية وقضائية داخلية أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية.
كشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، عن تصاعد أزمة داخل الجيش الإسرائيلي تتعلق بانخفاض حاد في رغبة جنود الاحتياط بالعودة إلى الخدمة، في ظل استعدادات لتوسيع العدوان العسكري على قطاع غزة. وترتبط هذه الأزمة، وفق التقرير، بدوافع سياسية وقضائية، وسط تحذيرات من تدهور الجاهزية العسكرية.
الجيش الإسرائيلي يحذر من أزمة غير مسبوقة
أشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات متزايدة في استدعاء جنود الاحتياط، حيث بدأت مظاهر التململ تظهر بوضوح عقب استئناف العمليات العسكرية وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ويأتي ذلك في وقت تخطط فيه القيادة العسكرية لاستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتصعيد العمليات في قطاع غزة.
تراجع في الحماسة ورفض للخدمة
وفق "هآرتس"، فقد أبلغ عدد كبير من جنود الاحتياط قادتهم خلال الأسبوعين الأخيرين برفضهم العودة للخدمة إذا ما طُلب منهم ذلك، مع تذرع بعضهم بأسباب "صحية أو مالية أو عائلية"، في حين أن الأسباب الحقيقية تتعلق، بحسب الصحيفة، بأزمة ثقة متزايدة في القيادة السياسية والقضائية.
قرارات سياسية تفجّر الغضب داخل الجيش
تُعزى حالة الغضب والرفض المتنامية داخل صفوف قوات الاحتياط إلى سلسلة قرارات حكومية مثيرة للجدل، أبرزها إقالة رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، وتغيير تركيبة لجنة تعيين القضاة، إضافة إلى نية الحكومة إقالة المستشارة القانونية غالي بهاراف-ميارا. كما أبدى الجنود استياءهم من ما وصفوه بتجاهل أحكام المحكمة العليا من قِبل القيادة السياسية.
انخفاض بنسبة 50% في معدل الاستجابة للاستدعاء
أفادت الصحيفة أن كبار قادة الجيش باتوا يطلقون تحذيرات من التراجع الحاد في معدلات الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، والتي وصلت إلى انخفاض يُقدَّر بـ50%، ما يهدد قدرة الجيش على تنفيذ خططه العسكرية المقبلة.
اقرأ\ي أيضًا |
أزمة تضرب إسرائيل..80 ألف مجند إسرائيلي يخططون لترك الخدمة في غزة