بدأ السناتور الديمقراطي كوري بوكر، منذ مساء الاثنين وحتى عصر اليوم الثلاثاء، خطابًا ماراثونيًا ضد سياسات الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، منتقدًا ما وصفه بالإجراءات "غير الدستورية".
وبحلول عصر الثلاثاء، كان بوكر قد أمضى 20 ساعة متواصلة واقفًا في قاعة مجلس الشيوخ الأميركي، مشددًا على أن البلاد تمرّ بأزمة تستدعي هذا التحرك النادر.
تعطيل العمل الاعتيادي لمجلس الشيوخ لأطول فترة ممكنة
وفي بداية خطابه، أعلن السناتور عن ولاية نيوجيرسي أنه يقف بنيّة تعطيل العمل الاعتيادي للمجلس لأطول فترة ممكنة، مشيرًا إلى أن الأوضاع الراهنة في أميركا تتطلب رد فعل استثنائيًا.
واضطر بوكر للبقاء واقفًا طوال الليل دون استراحة، حتى أنه لم يغادر حتى للذهاب إلى الحمام، إذ تشترط القواعد أن يبقى المتحدث واقفًا ليستمر في الكلام، وعلى الرغم من أن خطابه لم يمنع الجمهوريين من متابعة أعمالهم المعتادة، إلا أنه سرعان ما حشد دعم الديمقراطيين رغم انقساماتهم.
تحذيرات من سياسة ترامب
وأكد بوكر بصوت متقطع أن هذه الأوقات ليست عادية، محذرًا من أن إحكام ترامب سيطرته على السلطة التنفيذية يشكل تهديدًا للديمقراطية الأميركية، وانتقد سياسات الرئيس السابق في تقليص الإنفاق الحكومي، مشيرًا إلى أن مستشاره إيلون ماسك قام بإلغاء برامج حكومية بأكملها دون موافقة الكونغرس.
وأضاف أن الأميركيين يعانون من صعوبات غير ضرورية، بينما تتعرض المؤسسات الوطنية التي تميز البلاد للهجوم والتدمير المتهور، مؤكدًا أن هذه السياسات تمثل انتهاكًا للدستور.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ترامب ألحق الضرر باستقرار المواطنين المالي
وخلال خطابه، أشار بوكر إلى أن ترامب ألحق ضررًا كبيرًا باستقرار الأميركيين المالي وسلامتهم خلال 71 يومًا فقط، وهو ما يمسّ جوهر الديمقراطية، وبالرغم من أن خطابه لم يأت خلال التصويت على مشروع قانون، فإنه قد يؤدي إلى تعطيل عمل مجلس الشيوخ عند استئناف جلساته.
ويقترب بوكر من تحطيم الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ، والذي يحمله السيناتور ستروم ثورموند من كارولاينا الجنوبية، بعد أن تحدث لمدة 24 ساعة و18 دقيقة عام 1957 لإعاقة قانون الحقوق المدنية.
ما هو تكتيك قرصنة
ويُعرف هذا التكتيك باسم "قرصنة"، حيث يستغل المتحدث قواعد المجلس للاستمرار في الحديث وإعاقة المناقشات، ويُسمح له بأخذ قسط من الراحة فقط عندما يتلقى سؤالًا من عضو آخر، وهو ما يمنحه فرصة لالتقاط أنفاسه، ومع استمرار بوكر في خطابه، يترقب الجميع ما إذا كان سيتمكن من تحطيم الرقم القياسي وإحداث تأثير ملموس على المشهد السياسي الأميركي.
اقرأ أيضا