أجرى فريق من الباحثين في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في السويد وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة دراسة جديدة أظهرت أن قياس مؤشرين للبروتينات الدهنية في الدم قد يكون أكثر دقة في تحديد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالاختبارات التقليدية لقياس الكوليسترول، كما ورد في ميديكال إكسبريس.
يعتبر الكوليسترول من العوامل الرئيسية المساهمة في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. هو مادة شبيهة بالدهون في الدم، والتي تلعب دوراً أساسياً في بناء الخلايا وإنتاج بعض الفيتامينات والهرمونات.
ولكن عندما تتراكم مستويات عالية من الكوليسترول في جدران الأوعية الدموية، تتكون لويحات يمكن أن تسبب انسدادًا في الأوعية، مما يؤدي إلى نوبات قلبية أو سكتات دماغية.
دور البروتينات الدهنية في نقل الكوليسترول
ينتقل الكوليسترول عبر الدم بواسطة البروتينات الدهنية، التي تنقسم إلى أربع فئات رئيسية.
ثلاثة من هذه الفئات تحتوي على بروتين يسمى "البروتين الدهني ب" (apoB)، الذي إذا وُجد بكميات كبيرة قد يتراكم في جدران الأوعية الدموية
ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
يُعرف هذا البروتين بالكوليسترول الضار. من جهة أخرى، يساعد البروتين الدهني الرابع، الذي يُسمى البروتين الدهني عالي الكثافة، في إزالة الكوليسترول الزائد من الدم، ويعرف بالكوليسترول الجيد.
توجيه الأنظار إلى البروتينات الدهنية بدلاً من الكوليسترول التقليدي
بدلاً من القياس التقليدي لمستويات الكوليسترول، قرر الباحثون التركيز على البروتينات الدهنية التي تحمل الكوليسترول الضار، حيث يمكن أن تكون هذه البروتينات أكثر دلالة في تحديد خطر الإصابة بأمراض القلب المستقبلية.
منهجية الدراسة
في هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل عينات دم من أكثر من 200 ألف شخص في البنك الحيوي البريطاني، الذين لم يكونوا يعانون من أمراض قلبية، وذلك لقياس عدد وحجم البروتينات الدهنية المختلفة.
ركزت الدراسة بشكل خاص على الفئات الحاملة لبروتين apoB.
ثم قام الباحثون بمتابعة المشاركين لمدة تصل إلى 15 عامًا لدراسة العلاقة بين أنواع البروتينات الدهنية والنوبات القلبية المستقبلية.
نتائج الدراسة والتأكد من صحتها
تم التحقق من صحة النتائج في دراسة سويدية مستقلة، مما سمح للباحثين بإجراء تقييم شامل لنتائج الدراسة.
ووجد الباحثون أن البروتين apoB يعد أفضل مؤشر لاختبار خطر الإصابة بأمراض القلب.
وبما أن apoB يشير إلى العدد الإجمالي لجزيئات "الكوليسترول الضار"، فإن قياسه يعد اختباراً أكثر دقة من اختبارات الكوليسترول التقليدية.
دقة اختبار apoB في تقييم المخاطر
أظهرت الدراسة أن الاختبارات التقليدية لقياس مستويات الكوليسترول قد تقلل من تقدير خطر الإصابة بأمراض القلب لدى نحو مريض من كل 12 مريضًا.
وعلى العكس، يمكن أن يوفر اختبار apoB دقة أكبر في تحديد المخاطر، ما يساهم في إنقاذ الأرواح.
وقد كشفت الدراسة أن عدد جزيئات apoB هو العامل الأكثر أهمية عند قياس خطر الإصابة بأمراض القلب.
دور البروتين الدهني (أ) في تحديد الخطر
أظهرت الدراسة أيضًا أن البروتين الدهني (أ) يلعب دوراً مهماً في تحديد الخطر، رغم أن تأثيره أقل من عدد جزيئات البروتين الدهني (ب).
على الرغم من أن مستويات البروتين الدهني (أ) تمثل أقل من 1% من إجمالي البروتينات الدهنية للكوليسترول الضار في معظم الأشخاص، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة لهذا البروتين يكون لديهم مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب.
الاختبار الجديد وتوقعات المستقبل
أوضح الباحثون أن اختبار الدم الذي يقيس apoB والبروتينات الدهنية الأخرى سيكون متاحًا تجاريًا قريبًا.
من المتوقع أن يكون هذا الاختبار رخيصًا وسهل الاستخدام، مما قد يغير الطريقة التي يتم بها تقييم المخاطر القلبية في المستقبل.
وقد نشرت الدراسة في المجلة الأوروبية للقلب.
طالع أيضًا