هل جرّبت يومًا تناول الطعام وعيونك مغمضة؟، قد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، لكن الدراسات الحديثة تكشف أن إغلاق العينين أثناء تناول الطعام قد يحمل فوائد مفاجئة، ليس فقط في تنظيم الشهية، بل حتى في تقليل استهلاك الأطعمة غير الصحية.
في هذا المقال، نغوص في تفاصيل هذه العادة المتزايدة، ونسلط الضوء على تأثيرها العميق في الدماغ، الشهية، وحتى تفضيلات الطعام.
التركيز على التذوق بدلًا من الرؤية
عندما نُغلق أعيننا أثناء الأكل، فإننا نُقصي المؤثرات البصرية ونُعطي الأولوية لحواس التذوق، الشم، والملمس.
وفقًا لدراسة نُشرت في دورية Appetite عام 2012، فإن تقليل الاعتماد على الرؤية أثناء تناول الطعام يزيد من الوعي بإشارات الجوع والشبع الداخلية، مما يقلل من فرص الإفراط في الأكل.
في تجربة أجراها باحثون بجامعة كورنيل، تناول المشاركون الحساء معصوبي الأعين، فكانت كمياتهم أقل، لكن شعورهم بالشبع أعلى، مقارنة بمن رأوا أطباقهم.
كيف يتفاعل الدماغ مع الأكل دون رؤية؟
رؤية الطعام تثير إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يزيد الرغبة في الأكل حتى وإن لم نكن جائعين.
لكن إغلاق العينين أثناء تناول الطعام يقلل هذا الحافز، ما يُتيح للدماغ استقبال إشارات دقيقة من المعدة حول الامتلاء، ويُساعد على ضبط الشهية.
وقد أظهرت دراسة في مجلة Frontiers in Psychology عام 2017 أن الأكل الواعي بدون مؤثرات بصرية يُنشّط مراكز الدماغ المسؤولة عن التحكم في الشهية والانتباه.
تقليل استهلاك السكر والدهون
تشير دراسة نُشرت في Food Quality and Preference عام 2019 إلى أن تناول الطعام بعيون مغمضة يقلل من الميل إلى الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون، ويزيد من تقدير النكهات الطبيعية كطعم الخضروات والبروتينات.
أي أن هذه العادة قد تكون أداة بسيطة لمحاربة السمنة وتحسين العلاقة مع الطعام.
هل تناسب الجميع؟
رغم الفوائد، إلا أن إغلاق العينين أثناء الأكل قد لا يكون عمليًا دائمًا، خاصةً في الأماكن العامة أو عند تناول أطعمة تحتاج لتوجيه بصري كالحساء أو الأطعمة الساخنة.
كما يُنصح الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل أو القلق الغذائي بالحذر من هذه الممارسة، لأنها قد تزيد من التوتر أو الشعور بفقدان السيطرة.
طالع أيضًا